للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَزَّ وَجَلَّ. حَتَّى يَضَعَ عَلَيهِ كَنَفَهُ. فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ. فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَعْرِفُ. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيكَ في الدُّنْيَا، وَإنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ. فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ. وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَينَادَى بِهِمْ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى الله"

ــ

عَزَّ وَجَلَّ) أي يدنى ويقرب إليه تعالى من الإدناء أي يدني إليه دنوًا يليق بذاته تعالى ودنو الله تعالى لعبده صفة ثابتة له نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير أي يدنى المؤمن من موقف مناجاة ربه يوم القيامة (حتَّى يضع) رب العزة (عليه) أي على المؤمن (كنفه) بفتحتين أي ستره عن أهل الموقف حتَّى لا يطلع على سره غيره تعالى أي يدنى العبد المؤمن إلى ربه يوم القيامة فيضع عليه ستره كي لا يطلع على سره غيره تعالى (فيقرره) أي فيحمله على الإقرار (بذنوبه) من التقرير بمعنى العمل على الإقرار (فيقول) عَزَّ وَجَلَّ في تقريرها: (هل تعرف) يَا عبدي أنك فعلت ذنب كذا وكذا في مكان كذا وكذا في يوم كذا وهذا، وجملة القول تفسير للتقرير (فيقول) العبد لربه (أي رب) أي يَا رب (اعرفـ) ـها (قال) الرب عَزَّ وَجَلَّ: (فإنِّي قد سترتها) أي تلك الذنوب (عليك في الدنيا واني أغفرها) أي أغفر تلك الذنوب (لك اليوم) يعني يوم المحاسبة والمجازاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في رواية ابن ماجه (فيعطى) ذلك المؤمن (صحيفة حسناته) أي كتاب حسناته (بيمينه) كما في رواية ابن ماجه (وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم) من جهة الله تعالى (على رؤوس الخلائق) الحاضرين الموقف وأشرافهم من الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين (هؤلاء) الكفرة والفسقة هم (الذين كذبوا على الله) سبحانه في الدنيا، وفي رواية ابن ماجه زيادة (ألا لعنة الله على الظالمين) بالشرك والافتراء على ربهم فيساقون إلى جهنم وردًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ في مواضع كثيرة منها في التوحيد باب كلام الله عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم [٧٥١٤]، وابن ماجه في المقدمة باب فيما أنكرت الجهمية [١٧١] والله سبحانه وتعالى أعلم.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب عشرة أحاديث: الأول: حديث ابن مسعود ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه ثلاث متابعات، والثاني:

<<  <  ج: ص:  >  >>