أولاد سام بن نوح ونصارى العرب هم بنو لخم وبنو جذام وغيرهم كبني تغلب وبني تنوخ وكان السبب في غزوة تبوك ما ذكره ابن سعد وغيره من أن الأنباط الذين كانوا يقدمون بالزيت من الشام إلى المدينة أخبروا المسلمين بأن الروم جمعت جموعًا وأجلبت معهم لخم وجذام وغيرهم من منتصرة العرب وجاءت مقدمتهم إلى البلقاء فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الخروج وأعلمهم بجهة غزوهم، وتدل بعض الروايات على أن الذي حث هرقل على الخروج هم نصارى العرب وكتبوا إليه بأن النبي صلى الله عليه وسلم هلك وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم فبعث رجلًا من عظمائهم يقال له قباذ وجهز معه أربعين ألفًا أخرجه الطبراني عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
(قال ابن شهاب) بالسند السابق (فأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك) الأنصاري السلمي أبو الخطاب المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٤) أبواب (أن عبد الله بن كعب) بن مالك الأنصاري، ثقة، من (٢) يقال له رؤية، روى عنه في (٥) أبواب و (كان) عبد الله (قائد كعب من) بين (بنيه) يقوده ويمشي به (حين عمي) كعب وفقد بصره وكان بنوه أربعة عبد الله وعبد الرحمن ومحمد وعبيد الله (قال) عبد الله: (سمعت) والدي (كعب بن مالك يحدّث حديثه) أي قصته (حين تخلف عن) الخروج مع (رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ثبوك) وهي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال كعب بن مالك) في قصته تلك (لم أتخلف) مضارع مسند إلى المتكلم أي لم أتخلف أنا في المدينة (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قط) أي فيما مضى من عمري (إلا في غزوة تبوك غير أني) أي لكن أني (قد تخلفت) عنه (في غزوة بدر ولم يعاتب) أي لم يلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعنف ولم يتعرض (أحدًا تخلف عنه) في بدر، وفي البخاري