للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَاّ خَيْرًا. وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَاّ مَعِي" فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ. وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. قَالَتْ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا. وَلكِنِ اجْتَهَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ

ــ

تلق ذباب السيف مني فإنني ... غلام إذا هوجيت لست بشاعر

فصاح حسان ففر صفوان فاستوهب النبي صلى الله عليه وسلم من حسان ضربة صفوان فوهبها له (ما علمت عليه إلَّا خيرًا) أي براءة مما قالوا فيه (وما كان) ذلك الرجل (يدخل على أهلي إلَّا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري) واستشكل كون سعد بن معاذ حاضرًا في قصة الإفك لأنه مات بعد الأحزاب متصلًا عند غزوة بني قريظة وكانت غزوة الخندق سنة أربع عند أكثر أصحاب السير وسنة خمس عند الواقدي وعلى كلا التقديرين كانت الأحزاب قبل غزوة المريسيع التي وقع فيها قصة أهل الإفك فكيف يكون سعد بن معاذ حاضرًا فيها؟ وأجاب العلماء عن هذا الإشكال بطرق مختلفة منها إن ذكر سعد بن معاذ في هذه الرواية وهم من أحد الرواة وإنما وقعت المكالمة هنا بين أسيد بن حضير الأوسي وبين سعد بن عبادة الخزرجي وبهذا جزم ابن حزم وابن عبد البر وابن العربي والقرطبي والقاضي عياض رحمهم الله تعالى كما في عمدة القاري [٦/ ٢٦٦] ورجح الحافظ ابن حجر نفسه أن كلًا من غزوة المريسيع والخندق وقعت سنة خمس (وما ذكره البخاري عن موسى بن عقبة من أن المريسيع وقعت سنة أربع سبق قلم) فيمكن أن تكون المريسيع وقعت قبل الأحزاب وحينئذٍ فلا إشكال في كون سعد بن معاذ حاضرًا في قصة الإفك والله أعلم، وقيل غير ذلك مما يطول بذكره الكلام (فقال) سعد: (أنا أعذرك) أي أنتقم لك (منه) أي من ذلك الرجل (يا رسول الله إن كان) ذلك الرجل (من الأوس) قبيلتنا (ضربنا عنقه) لأن حكمه فيهم نافذ إذ كان سيدهم ولأن من آذاه صلى الله عليه وسلم وجب قتله (وإن كان) ذلك الرجل (من إخواننا الخزرج أمرتنا) فيه بما شئت (ففعلنا) فيه (أمرك) فيه من القتل أو الجلد (قالت) عائشة: (فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج) بعد فراغ ابن معاذ من مقالته (وكان) ابن عبادة قبل ذلك (رجلًا صالحًا ولكن اجتهلته) في ذلك اليوم أي حملته (الحمية) أي العصبية من مقالة ابن معاذ على قول الجهل وأغضبته، قال النووي: كذا وقع لمعظم رواة مسلم (اجتهلته) بالجيم والهاء أي استخفته وأغضبته وحملته على الجهل، وفي رواية ابن ماهان (احتملته) بالحاء والميم

<<  <  ج: ص:  >  >>