والعوام بن خويلد بن أسد فنزل ابن العم منزلة الأخ فأطلق عليه عمًا بهذا الاعتبار كذا جزم الدمياطي باسم أبي زمعة هنا وهو المعتمد اهـ تحفة الأحوذي.
وذكر ابن إسحاق في المبتدأ وغير واحد أن سبب عقرهم الناقة أنهم كانوا اقترحوها على صالح عليه السَّلام فأجابهم إلى ذلك بعد أن تعنتوا في وصفها فأخرج الله له ناقة من صخرة بالصفة المطلوبة لهم فآمن بعض وكفر بعض واتفقوا على أن يتركوا الناقة ترعى حيث شاءت وترد الماء يومًا بعد يوم، وكانت إذا وردت تشرب ماء البئر كله وكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم للغد ثم ضاق بهم الأمر في ذلك فانتدب تسعة رهط، منهم قدار المذكور فباشر عقرها فلما بلغ ذلك صالحًا عليه السَّلام أعلمهم بأن العذاب سيقع بهم بعد ثلاثة أيَّام فوقع كذلك كما أخبر الله تعالى في كتابه، وأخرج أحمد وابن أبي حاتم من حديث جابر رفعه أن الناقة كانت ترد يومها فتشرب جميع الماء ويحتلبون منها مثل الذي كانت تشرب، وفي سنده إسماعيل بن عياض، وفي روايته عن غير الشاميين ضعف، وهذا منها كذا في الفتح اهـ من التحفة.
(ثم) بعد هذه القصة (ذكر) النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم (النساء) أي ذكر ما يتعلق بهن استطرادًا (فوعظ) النَّاس (فيهن) أي في شأن النساء (ثم قال إلام)(إلى) حرف جر و (م) اسم استفهام في محل الجر بإلى مبني بسكون ظاهر على الألف المحذوفة فرقًا بينها وبين ما الموصولة، الجار والمجرور متعلق بقوله:(يجلد) أي يضرب (أحدكم امرأته) أي زوجته جلدًا شديدًا وضربًا مبرحًا مع أنَّه لا يستغني عنها بل يجامعها في آخر يومه أي لأي شيء ضربها ضربًا شديدًا مع أنَّها حرة مستفرشة له، يقال جلدته بالسيف والسوط ونحوهما إذا ضربته (في رواية أبي بكر) بن أبي شيبة لفظة (جلد الأمة) أي لأجل ما يجلدها جلدًا كجلد الأمة اتقوا الله فلا تظلموهن (وفي رواية أبي كريب جلد العبد) بالنصب على المفعولية المطلقة أي مثل جلد العبد، وفي رواية البُخاريّ "بم يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل" أي ضرب فحل الإبل للناقة عند الضراب (ولعلّه) أي ولعل أحدكم الذي يجلدها أول اليوم الجلد المذكور (يضاجعها) أي يجامعها ويطؤها (من آخر