ابن سعيد) بن يحيى اليشكري النيسابوري، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٨) أبواب (قالوا حدثنا يحيى يعنون ابن سعيد) بن فروخ التميمي البصري المعروف بالقطان، ثقة، من (٩)(عن عبيد الله) بن عمر بن حفص العمري المدني (أخبرني نافع عن ابن عمر) رضي الله عنهما. وهذا المسند من خماسياته (عن النبي صلى الله عليه وسلم) في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالمِينَ (٦)} [المطففين: ٦](قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقوم أحدهم) أي أحد من أهل الموقف (في رشحه) أي في عرقه، والرشح بفتح الراء وسكون الشين العرق، واصلًا (إلى أنصاف أذنيه) عدل إلى جمع النصف دون تثنيه بقوله إلى نصفي أذنيه نظرًا إلى أفراد الناس أو فرارًا من ثقل إضافة تثنية إلى تثنية (وني رواية ابن المثنى) لفظة (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (يقوم الناس) بدل يقوم أحدهم (لم يذكر) ابن المثنى في روايته لفظة (يوم) يقوم الناس لرب العالمين، وفي رواية موسى بن عقبة وصالح الآتية (حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه) وهذا في موقف الحشر، وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة في مصنفه، واللفظ له بسند جيد عن سلمان قال: تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس حتى تكون قاب قوسين فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة ثم ترتفع حتى يغرغر الرجل، وزاد ابن المبارك في روايته ولا يضر حرها يومئذ مؤمنًا ولا مؤمنة، وسمي العرق رشحًا لأنه يخرج من بدنه شيئًا فشيئًا كما يترشح الإناء المتحلل الأجزاء، قال الطبري: العرق هو للزحام ولدنو الشمس حتى يغلي منها الرأس وحرارة الأنفاس وحرارة النار التي تحدق بالمحشر فترشح رطوبة بدن كل أحد، فإن قيل يلزم أن يسبح الجميع فيه سبحًا واحدًا ولا يتفاضلون في القدر، قيل يزول هذا الاستبعاد بأن يخلق الله تعالى في الأرض التي تحت كل واحد ارتفاعًا بقدر عمله فيرتفع العرق بقدر ذلك، وفيه جواب ثان وهو أن يحشر الناس جماعات متفرقة فيحشر من بلغ كعبيه في جهة ومن بلغ حقويه في جهة وهكذا اهـ سنوسي.