للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْتُ: بِئسَ الجَلِيسُ لِي أَنتَ مُنذُ اليَوْمِ. تَسْمَعُنِي أُخَالِفُكَ وَقَد سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ فَلَا تَنْهَانِي؟ ثُم قُلتُ: مَا لهذَا الغَضَبُ؟ فَأقبَلتُ عَلَيهِ وَأَسألُهُ. فَإِذَا الرجُلُ حُذَيفَةُ

ــ

قال جندب (قلت) لذلك الرجل الجالس (بئس الجليس لي) أي ساء الرجل المجالس معي والمخصوص بالذم (أنت) وقوله (منذ اليوم) أي في هذا اليوم متعلق بالجليس أي ساء الرجل الجالس معي في هذا اليوم والمخصوص بالذم أنت (تسمعني أخالفك) رُوي بالخاء المعجمة وبالحاء المهملة من الحلف وهو اليمين وهو الصواب لتردد الأيمان بينهما اهـ سنوسي؛ أي تسمعني محالفتي على خلاف ما قلت (وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي وقد سمعت ما قلت من عدم وقوع القتال اليوم أ (فلا تنهاني) عن مخالفتي لك أو محالفتي معك (ثم قلت) في نفسي (ما هذا الغضب؟ ) أي ما غضبي على هذا الرجل فلا فائدة فيه (فأقبلت عليه) أي على هذا الرجل (وأسأله) أي والحال أني أسأل الناس عنه (فإذا الرجل حذيفة) بن اليمان.

قوله (بئس الجليس أنت) يعني أنه كان عندك في هذا الموضوع حديث وسمعتني أحلف على ما يخالفه فلم تخبرني بذلك الحديث في المرة الأولى حتى حلفت مرتين وكان المطلوب من الجليس الطيب أن يخبر به في أول مرة. قوله (تسمعني أخالفك) وقع في أكثر النسخ بالخاء المعجمة من المخالفة، وذكر القاضي عياض أن رواية شيوخه بالحاء المهملة من الحلف والمعنى سمعتني وأنا أحلف أمامك، وكلتا الروايتين معناهما صحيح اهـ نووي. قوله (ثم قلت ما هذا الغضب) يعني قلت في نفسي أنه لا معنى ولا سبب لغضبي على هذا الرجل، ولفظ أحمد في مسنده (ثم قلت ما لي وللغضب قال فتركت الغضب وأقبلت أسأله) الخ.

وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى لكن شاركه أحمد [٥/ ٣٩٩].

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب تسعة أحاديث: الأول منها حديث أبي بكرة ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه ثلاث متابعات، والثاني حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد، والثالث حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستشهاد،

<<  <  ج: ص:  >  >>