صدوق، من (٩) روى عنه في (٢٥) بابا (عن أبيه) فضيل بن غزوان -بسكون الزاي مع فتح المعجمة- بن جرير الضبي الكوفي، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٢) بابا (قال) فضيل (سمعت سالم بن عبد الله بن عمر) بن الخطاب (يقول) وهو يعظ أهل العراق. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة فضيل بن غزوان لمن روى عن سالم (يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة) بفتح اللام فعل تعجب وكذا قوله (وأركبكم للكبيرة) أي شيء عجيب أكثر سؤالكم عن الصغائر والهفوات مما يدل على ورعكم وخشيتكم من الله تعالى حتى تسألون عن الصغيرة وشيء عجيب أكثر ارتكابكم الكبائر واقترافكم للموبقات كإثارة الفتن والتفريق بين المسلمين والخروج على الأئمة وكان ذلك معروفًا من أهل العراق (سمعت أبي) ووالدي (عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما (يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الفتنة تجيء) أي تأتي (من ها هنا) أي من هذه الجهة (و) الحال أنه صلى الله عليه وسلم قد (أومأ) وأشار (بيده) الشريفة (نحو المشرق) أي جهته وتجيء (من حيث يطلع) ويظهر (قرنا الشيطان) أي حزبا الشيطان من كفار مضر وربيعة (وأنتم) أيها المسلمين سوف (يضرب بعضكم رقاب بعض) منكم أي يقتل بعضا منكم بتأويل باطل وظن مخطئ (وإنما قتل موسى) بن عمران - عليه السلام - الرجل (الذي قتل من آل فرعون) وقومه (خطأ) أي قتل خطأ من غير أن يقصد قتله (فقال الله عزَّ وجلَّ له) أي لموسى فيما حكاه عنه في كتابه الكريم {وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّينَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}[طه: ٤٠] والمعنى أن موسى - عليه السلام - إنما قتل القبطي خطأ ولم يتعمد قتله ومع ذلك أخذه الغم من أجل ذلك كما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم وأنتم يا أهل العراق