قال ابن هشام في المغني: ولا يؤكد بهما أي بنوني التوكيد الثقيلة والخفيفة الماضي مطلقًا وشذ قوله:
دامن سعدك لو رحمت متيمًا. . . لولاك لم يك للصبابة جانحًا
(أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا) بفتح الياء أي يعلمه وبضمها أي يظنه نارًا (وليغمّض) من التغميض وهو تغطية العينين بالأجفان أي وليغلق عينيه (ثم ليطأطئ) أي ثم ليخفض (رأسه فيشرب منه) لئلا يلحقه خوف من التهاب النار (فإنه) أي فإن النهر الذي تراه نارًا (ماء بارد) وكل ما يظهره الله تعالى على يدي الدجال من الخوارق للعادة محن امتحن الله بها عباده وابتلاء ابتلاهم به ليتميز أهل التنزيه والتوحيد بما يدل عليه العقل السديد من استحالة الألوهية على ذوي الأجسام وإن أتوا على دعواهم بأمثال تلك الطوام أو ليغتر أهل الجهل باعتقاد التجسيم حتى يوردهم ذلك نار الجحيم وفتنة الدجال من نحو فتنة أهل المحشر بالصورة الهائلة التي تأتيهم فتقول لهم أنا ربكم فيقول المؤمنون نعوذ بالله منك كما تقدم في كتاب الإيمان (وإن الدجال ممسوح العين) أي مطموس ضوءها وإدراكها فلا يبصر بها شيئًا (عليها) أي على عينه (ظفرة) أي لحمة (غليظة) أي ثخينة، والظفرة بالظاء المعجمة والفاء المفتوحتين جلدة تغشى العين إن لم تقطع غشيت العين، وقال الأصمعي: الظفرة لحمة تنبت عند الماقي وأنشد:
بعينها من البكاء ظفرة ... حل ابنها في السجن وسط الكفرة
اهـ من الأبي.
(مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب) يعني من يستطيع الكتابة ومن لا يستطيعها وقد تقدم أن ذلك على سبيل خرق العادة بحيث يخلق الله تعالى إدراكًا في بصر المؤمن ما يدرك به ذلك والله أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث حذيفة - رضي الله عنه - فقال: