عقبة بن عمرو أبي مسعود الأنصاري) الكوفي - رضي الله عنه -. وهذا السند من خماسياته (قال) ربعي بن حراش (انطلقت) أي ذهبت (معه) أي مع أبي مسعود الأنصاري (إلى حذيفة بن اليمان فقال له) أي لحذيفة (عقبة) بن عمرو (حدثني) بصيغة الأمر أي حدِّثني يا حذيفة (ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في) شأن (الدجال) قال حذيفة (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن الدجال يخرج) من سجنه في البحر إلى الناس في آخر الزمان (و) الحال (إن معه ماء) أي وما يتولد منه من أسباب النعم بحسب الظاهر المعبّر عنه بالجنة فيما تقدم يرغب إليه من أطاعه (ونارًا) أي ما يكون ظاهره سببًا للعذاب والمشقة والألم يخوف به من عصاه (فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق) بضم التاء من الإحراق (وأما الذي يراه الناس نارًا فماء بارد عذب) أي حلو يكسر العطش، والمعنى إن الله تعالى يجعل ناره ماء باردًا عذبًا على من كذّبه وألقاه فيها غيظًا كما جعل نار نمروذ بردًا وسلامًا على إبراهيم - عليه السلام - ويجعل ماءه الذي أعطاه لمن صدّقه نارًا محرقة دائمة، ومجمله أن ما ظهر من فتنته ليس له حقيقة بل تخييل منه وشعبذة كما يفعله السحرة والمشعبذون مع احتمال أن الله تعالى يقلب ناره وماءه الحقيقيين فإنه على كل شيء قدير اهـ من المرقاة (فمن أدرك ذلك) الزمن (منكم فليقع) أي فليدخل (في الذي يراه نارًا فإنه ماء عذب طيب فقال عقبة) بن عمرو الأنصاري لحذيفة بن اليمان (وأنا) والله (قد سمعته) أي قد سمعت هذا الحديث الذي حدثنيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أي قال عقبة هذا الكلام (تصديقًا لحذيفة) فيما حدّثه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الفتن [٧١٣٠]، وأبو داود في الملاحم [٤٣١٥]، وابن ماجه في الفتن [٤١٢٢].