كل شيء سواء كان ذلك الشيء تحت سقف البيت أم لا لأن الماء يتقاطر من سقف البيت أيضًا لشدته، وقوله (بيت مدر ولا وبر) مرفوع على الفاعلية ليكن و (المدر) بفتحتين التراب المتحجر والمراد به هنا البيوت المحكمة المبنية من الأحجار والطوب واللبن كبيوت المدن والقرى و (الوبر) بفتح الواو وسكون الباء صوف الإبل والمراد به هنا البيوت المبنية من وبر الإبل وصوف الغنم وشعر البقر يعني غير المحكمة كبيوت أهل الريف والمواشي (فيغسل) ذلك المطر (الأرض) كلها شرقًا وغربًا أي ينزفها من آثار جيف يأجوج ومأجوج (حتى يتركها) أي يترك الأرض ويصيرها (كالزلفة) بفتح الزاي واللام أي كالمرآة في صفائها ونقائها، وقيل معناه كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء المملوء ماء، وقيل كالإجانة الخضراء، وقيل كالروضة ويُروى كالزلقة بالقاف بدل الفاء ومعناهما واحد (ثمَّ يقال للأرض) من جهة الله تعالى: (انبتي ثمرتك) أي أخرجي أشجارك وثمارك فتنبت ثمرتك (ورُدي بركتك) أي خيراتك من الثمار والحبوب والأعشاب والمياه (فيومئذ) أي فيوم إذ أمرت الأرض بإخراج خيراتها فأخرجتها وهو أيام نزول عيسى - عليه السلام - (تأكل العصابة) أي الجماعة من الناس (من الرمانة) أي من الحبة الواحدة من الرمان أي يشبعون منها لكبرها وذلك من بركة الأرض (ويستظلون) أي تستظل العصابة من حر الشمس (بقحفها) بكسر القاف وسكون الحاء أي بقشرها الذي أكلوا منه والقحف في الأصل عظم مستدير فوق دماغ الإنسان واستعير هنا لما يلي رأس الرمانة من القشر، وقيل ما انفلق من جمجمته وانفصل، والجمجمة هي العظم المحتوي على الدماغ والمراد أن الرمانة تكون كبيرة بحيث تستظل بقشرها العصابة (ويبارك في الرسل) أي في اللبن وهو بكسر الراء وسكون السين أي ينزل الله فيه البركة (حتى إن اللقحة من الإبل) واللقحة بكسر اللام وفتحها مع سكون القاف فيهما لغتان مشهورتان والكسر أشهر هي الناقة القريبة العهد بالولادة وجمعها لقح كبركة وبرك واللقوح ذات اللبن وجمعها لقاح أي حتى إن لبن اللقحة من الإبل (لتكفي الفئام) أي الجماعة (من الناس) وهمزة إن في قوله حتى إن اللقحة مكسورة بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها، وحتى