أيضًا، غرضه بيان متابعة قتيبة ليحيى بن يحيى (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (العبادة في الهرج) بفتح الهاء وسكون الراء أصله الاختلاط والقتل والمراد منه هنا الفتنة، قال النووي: المراد بالهرج الفتنة واختلاط أمور الناس وحكمة كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد من الناس اهـ (كهجرة إلي) والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم القربات.
وعبارة القرطبي هنا: قد تقدم أن الهرج الاختلاط والارتباك ويراد به هنا الفتن والقتل واختلاط الناس بعضهم في بعض، والمتمسك بالعبادة في ذلك الوقت والمنقطع إليها المعتزل عن الناس أجره كأجر المهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يناسبه من حيث إن المهاجر قد فر بدينه عمن يصده عنه إلى الاعتصام بالنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك المنقطع للعبادة فر من الناس بدينه إلى الاعتصام بعبادة ربه فهو على التحقيق قد هاجر إلى ربه وفر من جميع خلقه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث معقل بن يسار رضي الله عنه فقال:
٧٢٢٥ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنيه أبو كامل) الجحدري فضيل بن حسين البصري (حدثنا حماد) بن زيد، غرضه بيان متابعة أبي كامل ليحيى بن يحيى، وساق أبو كامل (بهذا الإسناد) السابق يعني عن معلى بن زياد إلى آخره، وساق أبو كامل (نحوه) أي نحو حديث يحيى بن يحيى.
وشارك المؤلف في هذا الحديث الترمذي في الفتن [٢٢٠١]، وابن ماجه باب الوقوف عند الشبهات [٣٩٨٥].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو قرب الساعة بحديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:
٧٢٢٦ - (٢٩٢٨)(٩٥) (حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن يعني