للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزدَرُوا نِعمَةَ الله".

قَال أَبُو مُعَاويةَ: "عَلَيكُمْ"

ــ

فالنظر إلى من هو أسفل منكم فالضمير عائد إلى مصدر انظروا (أجدر) وأحق وأوجب بـ (أن لا تزدروا) ولا تستحقروا ولا تستصغروا (نعمة الله) التي أعطاكم (قال أبو معاوية) أي زاد لفظة (عليكم) بعد قوله نعمة الله أي بأن لا تزدروا نعمة الله التي أنعم بها عليكم، من الازدراء وهو الاحتقار والانتقاص والتعييب وهو افتعال من زريت عليه زريًا وزرية وزراية بكسر أوله من باب رمى إذا عبت عليه وأصل ازدريت ازتريت فقُلبت تاء الافتعال دالًا لأجل الزاي كذا في الكاشف للخطابي [٩/ ٣٣٤]، وقال في المصباح: زرى عليه زريًا من باب رمى وزرية وزراية إذا عابه واستهزأ به اهـ والمعنى لا تحقروا نعمة الله والتزموا شكرها اهـ أبي.

قال القرطبي: قوله (انظروا إلى من هو أسفل منكم) .. الخ أي اعتبروا بمن فُضِّلتم عليه في المال والخلق والعافية فيظهر عليكم ما أنعم الله به عليكم فتشكرونه على ذلك فتقومون بحق النعمة وذلك بخلاف ما إذا نظر إلى ما فُضِّل به عليه غيره من ذلك فإنه يضمل عنده ما أنعم الله عليه به من النعم ويحتقرها فلا يحسبها نعمًا فينسى حق الله فيها وربما حمله ذلك النظر إلى أن تمتد عينه إلى الدنيا فينافس أهلها ويتقطع لحسرة فوتها ويحسد أهلها وذلك هو الهلاك في الدنيا والآخرة.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذ الباب ثمانية أحاديث: الأول حديث أبي هريرة الأول ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة، والثاني حديث جابر ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثالث حديث عبد الله بن الشخير ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والخامس حديث أنس بن مالك ذكره للاستشهاد، والسادس حديث عمرو بن عوف ذكره للاستدلال به على الجزء الرابع من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والسابع حديث عبد الله بن عمرو ذكره للاستشهاد، والثامن حديث أبي هريرة الثالث ذكره للاستدلال به على الجزء الخامس من الترجمة وذكر فيه متابعتين والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>