(من خبز حنطة حتى فارق الدنيا) أي حتى مات لإعراضه عن التبسط والترفه فيها، غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة يحيى القطان لمروان بن معاوية.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سابعًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهم فقال:
٧٢٨٣ - (٢٩٥٦)(١٢٣)(حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي الكوفي، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٢) بابا (عن سماك) بن حرب الذهلي الكوفي، صدوق، من (٤) روى عنه في (١٤) بابا (قال) سماك (سمعت النعمان بن بشير) الأنصاري الخزرجي أبا عبد الله المدني رضي الله عنهما، وهو (يقول) وهذا السند من رباعياته، والخطاب في قوله (ألستم) للصحابة بعده صلى الله عليه وسلم أو للتابعين (في طعام وشراب ما شئتم) قال الطيبي: صفة مصدر محذوف أي ألستم منغمسين في طعام وشراب مقدار ما شئتم من التوسعة والإفراط فيه، فما موصولة ويجوز أن يكون مصدرية والكلام فيه تعيير وتوبيخ، ولذلك أتبعه بقوله (لقد رأيت نبيكم) محمدًا (صلى الله عليه وسلم) وأضافه إليهم للإلزام حين لم يقتدوا به صلى الله عليه وسلم في الإعراض عن الدنيا ومتلذاتها وفي التقليل لمشتهياتها من مأكولاتها ومشروباتها، ثم قوله رأيت إن كان بمعنى النظر فقوله (وما يجد من الدقل) حال، وإن كان بمعنى العلم فهو مفعول ثان وأدخل الواو تشبيهًا له بخبر كان وأخواتها على مذهب الأخفش والكوفيين كذا حققه الطيبي، قال القاري: والأول هو المعول، والدقل بفتحتين التمر الرديء ويابسه وما ليس له اسم خاص فتراه ليبسه ورداءته لا يجتمع ويكون منثورًا على ما في النهاية، وفي المصباح: هو أردأ التمر والواحدة دقلة اهـ، ثم قوله (ما يملأ به بطنه) مفعول يجد وما موصوله أو موصوفة ومن الدقل بيان لما قدم