للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَعَثَ إِلَى عَسْعَسِ بْنِ سَلامَةَ، زَمَنَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيرِ، فَقَال: اجْمَعْ لِي نَفَرًا مِنْ إِخْوَانِكَ حَتَّى أُحَدِّثَهُمْ، فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَيهِمْ. فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَ جُنْدَبٌ وَعَلَيهِ بُرْنُسْ أَصْفَرُ. فَقَال: تَحَدَّثُوا بِمَا كُنْتُمْ تَحَدَّثُونَ بِهِ حَتَّى دَارَ الْحَدِيثُ. فَلَمَّا دَارَ الْحَدِيثُ إِلَيهِ حَسَرَ الْبُرْنُس عَنْ رَأْسِهِ فَقَال: إِنِّي أَتَيتُكُمْ

ــ

وجملة قوله (بعث) أي أرسل، خبر أن، أي أن جندبًا بعث (إلى عسعس) بعينين مفتوحتين وسينين أولاهما ساكنة مهملات (بن سلامة) -بسين مفتوحة ولام مخففة- التميمي، أبي صفرة البصري، قال ابن عبد البر في الاستيعاب: هو بصري، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقولون: إن حديثه مرسل، وإنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال البخاري في تاريخه: حديثه مرسل، وكذا ذكره ابن أبي حاتم وغيره في التابعين، وهو من الأسماء المفردة، لا يُعرف له نظير والله أعلم اهـ نووي.

(زمن فتنة ابن الزبير) ظرف متعلق ببعث، أي بعث جندب في زمن الفتنة الواقعة بين حجاج بن يوسف الثقفي المبير، وبين عبد الله بن الزبير، حين نزل الحجاج مكة لقتال ابن الزبير، إلى عسعس بن سلامة (فقال) جندب لسفيره إلى عسعس، قل أيها السفير لعسعس (اجمع لي نفرًا) أي طائفة (من إخوانك) وأصحابك في مجلس واحد (حتى أحدثهم) أي لكي أذكرهم وأعظهم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شؤون الفتنة، لئلا يقعوا في هذه الفتنة الحادثة (فبعث) عسعس (رسولًا) أي سفيرًا من عنده (إليهم) أي إلى نفر من أصحابه، ليجتمعوا في مجلس واحد انتظارًا لمجيء جندب بن عبد الله ليعظهم (فلما اجتمعوا) أي فلما اجتمع أولئك النفر من قوم عسعس (جاء جندب) بن عبد الله إلى مجلسهم (وعليه) أي وعلى جندب (برنس) بضم الباء وسكون الراء (أصفر) صفة برنس أي والحال أن على جندب برنسًا أصفر، والبرنس كل ثوب رأسه ملتصق به دراعة كانت أو جبة أو غيرهما اهـ نووي.

(فقال) جندب للقوم المجتمعين استئلافًا لهم (تحدثوا بما كنتم تحدثون به) أولًا، أي دوموا في محادثتكم ولا تقطعوها لأجلي، فتحدثوا من أولهم إلى آخرهم (حتى دار الحديث) على جميع أهل الحلقة، ووصلت النوبة إليه (فلما دار الحديث) عليهم ووصلت النوبة (إليه) أي إلى جندب (حسر البرنس) وكشفه (عن رأسه) تهيؤًا وتأدبًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (فقال) جندب لأهل الحلقة (إني أتيتكم) وجئتكم،

<<  <  ج: ص:  >  >>