القرآن، له ألف حديث وستمائة وستون حديثًا اتفقا على خمس وسبعين حديثًا، وانفرد (خ) بثمانية وعشرين حديثًا، ومسلم بتسعة وأربعين حديثًا.
وهذا السند من سداسياته، رجاله كلهم كوفيون إلا ابن عباس فإنَّه طائفي، وإلا إسحاق بن إبراهيم فإنَّه مروزي، ذُكر مقارنة (قال) ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - (لما نزلت هذه الآية) يعني قوله تعالى ({وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}) وقوله (قال) ابن عباس توكيد لفظي لقال الأول، وقوله (دخل قلوبهم) أي قلوب الأصحاب جواب لـ (لَمَّا) أي قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية دخل قلوبهم (منها) أي من مقتضى هذه الآية (شيء) من الخوف والهم (لم يدخل قلوبهم) قبل (من شيء) أي شيء مثله من المخاوف فمن زائدة، وقوله ثانيًا قلوبهم إظهار في مقام الإضمار، و (من) في قوله من شيء زائدة في الفاعل لوقوعها بعد النفي، والمعنى دخل قلوبهم منها شيء من الخوف، لم يدخلها قبل ذلك شيء مماثل له من الخوف، أي دخلها شيء شديد من الخوف لم يروا مثله قبل ذلك، فشكوا منها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فقال) لهم (النبي - صلى الله عليه وسلم - قولوا سمعنا) كتابك (وأطعنا) رسولك (وسلمنا) أوامرك (قال) ابن عباس (فألقى الله الإيمان) والتصديق (في قلوبهم) وألهمها القبول والاستسلام (فأنزل الله) سبحانه و (تعالى) في إثر ذلك قوله ({لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ}) ولا يلزم ({نَفْسًا}) من النفوس ({إلا وُسْعَهَا}) وطاقتها ({لَهَا مَا كَسَبَتْ}) أي جزاء ما فعلته من الخيرات لا لغيرها ({وَعَلَيهَا}) لا على غيرها عقاب ({مَا اكْتَسَبَتْ}) وافتعلت من الشر ({رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا}) ولا تعاقبنا ({إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}) أي قصرنا في حقوقك بالنسيان والخطأ فلما قالوا هذا الدعاء (قال) الله سبحانه وتعالى لهم (قد فعلت) وأجبت لكم دعاءكم يا عبادي، ثمَّ قالوا ({رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَينَا إِصْرًا}) أي تكاليف شاقة ({كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى