بوسوسته (فيقول) الشيطان (من خلق السماء) و (من خلق الأرض) ومن خلق الجبال، ومن خلق الأشجار مثلًا (فيقول) أحدكم في جواب سؤال الشيطان (الله) البارئ الخالق المصور خلق هذه المخلوقات بقدرته التي لا يعجزها شيء (ثمَّ) بعد هذا الحديث المذكور (ذكر) أبو سعيد المؤدب (بمثله) أي بمثل حديث سفيان السابق، يعني قوله: "خلق الله الخلق، فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل آمنت بالله" (و) لكن (زاد) أبو سعيد بعد لفظ الجلالة في قوله آمنت بالله لفظة (ورسله) أي قال أبو سعيد في روايته: فليقل آمنت بالله ورسله.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال:
(٢٤٨) - متا (. . .)(. . .)(حدثني زهير بن حرب) بن شداد الحرشي مولاهم، أبو خيثمة النسائي، من العاشرة، مات سنة (٢٣٤)(و) حدثنا أيضًا (عبد بن حميد) بن نصر الكسي، أبو محمَّد الحافظ، ثقة حافظ من الحادية عشرة، مات سنة (٢٤٩) روى عنه المؤلف في اثني عشر بابًا تقريبًا، وفائدة هذه المقارنة بيان كثرة طرقه، وأكد بقوله (جميعًا) دون كلاهما، إشارةً إلى عدم انحصار من روى له عن يعقوب في هذين الشيخين، أي رويا حالة كونهما مجتمعين، أي متفقين، في الرواية لي (عن يعقوب) بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، أبي يوسف المدني، ثقة فاضل من التاسعة، مات سنة (٢٠٨) روى عنه المؤلف في أربعة أبواب تقريبًا، وأتى بقوله (قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم) تورعًا من الكذب على زهير، لأنه لو لم يأت بهذه الجملة لأوهم أنَّه روى عنه بالعنعنة بلا ذكر اسم أبيه كعبد بن حميد، فيكون كاذبًا عليه بنسبة العنعنة إليه، قال يعقوب (حدثنا) محمَّد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، أبو عبد الله (ابن أخي) محمَّد بن مسلم (بن شهاب) الزهري المدني، روى عن عمه محمَّد بن مسلم الزهري في الإيمان والصلاة