بسوقه بيان متابعة أبي سلمة لعروة بن الزبير، ومحمد بن سيرين في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة والزيادة.
(قال) أبو هريرة (قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزالون) أي لا يزال الناس (يسألونك يا أبا هريرة) عن الدين والعلم (حتى) يبالغوا متعنتين في سؤالهم و (يقولوا هذا الله) اسم الإشارة مبتدأ، ولفظ الجلالة عطف بيان له، أو بدل منه، والخبر محذوف جوازًا تقديره هذا الإله خلق الخلق (فمن خلق الله) سبحانه وتعالى (قال) أبو هريرة في بيان مصداق قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (فبينا أنا) جالس (في المسجد) النبوي (إذ جاءني) أي فاجأني مجيء (ناسٌ) ورهطٌ (من الأعراب) أي من سكان البادية، ممن ليس عندهم علم، وإذ هنا فجائية حرف لا محل له من الإعراب، جيء بها لربط جواب بينا (فقالوا) أي فقال لي أولئك الأعراب (يا أبا هريرة هذا الله) خلقنا (فمن خلق الله) سبحانه وتعالى (قال) أبو سلمة بن عبد الرحمن (فأخذ) أبو هريرة أي حفن (بكفه حصى) أي حفنة من الرمال الصغار (فرماهم) أي فرمى أولئك الأعراب بتلك الحصى مبالغة في زجرهم عن سؤالهم لتعنتهم فيه، (ثمَّ) بعد ما رماهم (قال) لهم (قوموا) عني (قوموا) من عندي مرتين تأكيدًا للكلام، لأنكم مجادلون متعنتون (صدق خليلي) وحبيبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبرني في حال حياته، من أن الناس يسألونك عمن خلق الله سبحانه وتعالى.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة سابعًا في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال:
(٢٥٣) - متا (. . .)(. . .)(حدثني محمَّد بن حاتم) بن ميمون البغدادي المؤدب، أبو عبد الله السمين، وثقه الدارقطني، وابن عدي، وقال في التقريب: صدوق ربما