للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَبْدِ آلْعَزِيزِ بْنِ صُهَيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَال: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال:

ــ

شعْبة: إِسماعيل بن عُلَيَّةَ ريحانةُ الفقهاء وسَيَّدُ المحدِّثين) (١).

وقال في "التقريب": ثقةٌ حافظٌ، من الثامنة، مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.

قال: (عن عبد العزيزِ بنِ صُهَيبٍ) البُنَاني -بموحدة ونونين- نِسْبة إِلى بُنَانة بن سعد بن لؤي بن غالب مولاهم، البصري الأعمى.

روى عن أنس وشَهْر، ويروي عنه شُعبةُ وابنُ عُلَيَّة.

وقال في "التقريب": ثقةٌ، من الرابعة، مات سنة ثلاثين ومائة.

(عن أنسِ بنِ مالكِ) بن النَّضْر بن ضمضم بن زَيد بن حَرَام الأنصاري الخَزْرَجي النَّجَّاري، خَدَمَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وله ألفٌ ومئتا حديثٍ وستةٌ وثمانون حديثًا.

روى عن جماعةٍ من الصحابة، ويروي عنه (ع) وبنوه موسى والنَّضْرُ وأبو بكرٍ والحَسَنُ البصريُّ وثابتٌ البُنَانِيُّ وغيرُهم، مات سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة، وهو آخِرُ من مات بالبصرة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

(أنَّه) أي: أَنَّ أنسًا (قال: إِنه) أي: إِنَّ الشأنَ والحال (لَيَمْنَعُنِي) واللامُ فيه لامُ الابتداء (أَنْ أحَدِّثَكُمْ) أي: أنْ أُخْبِرَكم أيُها المخاطَبون (حديثًا كثيرًا) وأخبارًا مأثورةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢)، وجملةُ (أَنَّ) المصدريةِ في قولهِ: (أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال) في تأويل مصدرٍ مرفوعٍ على أنه فاعل (لَيَمْنَعُنِي) أي: يَمْنَعُني ويَحْجُزُني من أنْ أُخْبِرَكم حديثًا كثيرًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٦٦).
(٢) قال الإِمام النووي رحمه الله تعالى: (وأمَّا توزُعُ الزُّبير وأنسٍ وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والإِكثار منها .. فلكَوْنِهم خافوا الغلطَ والنسيانَ، والغالطُ والناسي وإِنْ كان لا إِثمَ عليه فقد يُنْسَبُ إِلى تفريطٍ لتساهلِه أو نحو ذلك، وقد تعلق بالنَّاسي بعض الأحكام الشرعية كغراماتِ المتلفات وانتقاضِ الطهارات وغيرِ ذلك من الأحكام المعروفات، والله سبحانه وتعالى أعلم). "شرح صحيح مسلم" (١/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>