في الإيمان والصلاة وذكر الأنبياء والدعاء ويروي عنه (ع) وقتادة وداود بن أبي هند وثابت وخلق، ثقة كثير الإرسال من الثانية مات سنة تسعين (٩٠) روى عنه في أربعة أبواب (يقول: حدثني ابنُ عم نبيكم صلى الله عليه وسلم) قال قتادة (يعني) أبو العالية بابن عم نبيكم (ابن عباس) أي عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي البصري، وأتى بالعناية لغرض الإيضاح والتمييز عن غيره، وهذا الإسناد من سداسياته، قال النواوي: ومن لطائف هذا الإسناد أن رجاله كلهم بصريون وشعبة وإن كان واسطيًّا فقد انتقل إلى البصرة واستوطنها وابن عباس أيضًا سكنها.
(قال) ابن عباس (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم) قصة (حين أسري به) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلتئذ (موسى) بن عمران وهو (آدم) أي متصف بلون الأُدْمة وهو يسير سواد يضرب إلى الحمرة وهو غالب ألوان العرب (طوال) بضم الطاء المهملة وتخفيف الواو ومعناه طويل وهما لغتان (كأنه) أي كأن موسى - عليه السلام - في الطول (من رجال شنوءة) بشين معجمة مفتوحة ثم نون ثم واو ثم همزة ثم هاء قبيلة معروفة باليمن، قال ابن قتيبة في أدب الكاتب: سموا بذلك من قولهم رجل فيه شنوءة أي تقزز وتنظف، قال الجوهري: الشنوءة التباعد من الأدناس ومنه أزد شنوءة وهم حي من اليمن ينسب إليهم شنئيٌّ، قال: قال ابن السكيت: ربما قالوا أزد شنؤة بالتشديد غير مهموز وينسب إليهم الشَّنَويُّ، وعبارة المفهم هنا وأزد شنوءة حي من اليمن شبه بهم موسى في كيفية خلقتهم وسموا شنوءة لشنوءتهم وهي تباعدهم عن الأنجاس والأقذار، يقال رجل فيه شنوءة أي تقزز وهي المباعدة عن الأقذار حكاه الجوهري، وقال القُتبي: سموا بذلك لأنهم تشانؤوا أي تباغضوا. اهـ (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت أيضًا (عيسى) ابن مريم وهو (جعد) قال العلماء: المراد بالجعد هنا جعودة الجسم وهو اجتماعه واكتنازه وليس المراد جعودة الشعر (مربوع) في القامة أي وسط ليس بالطويل البائن ولا بالقصير الفاحش (وذكر) رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى (مالكًا خازن جهنم) وحافظها