تكون رؤيته لموسى وصلاته بالأنبياء عليهم السلام بعد رجوعه من سدرة المنتهى، وفيه نظر. اهـ من الأبي.
(قلت) والجواب الصحيح أنه مر على موسى وهو يصلي في قبره قبل وصوله إلى بيت المقدس ثم سبقه موسى إلى بيت المقدس وصلى بهم جميعًا ثم سبقه موسى إلى السماء ورحبه في السماء والله سبحانه أعلم. فإذا هو (رجل) بضم الجيم أي ذكر تام الخلق فهو بيان للمعلوم، وبكسر الجيم على وزن فَعِل أي رجل الشعر أي شعره متوسط بين السبوطة وهو استرسال الشعر كشعر الروم والجعودة وهي تكسر الشعر وانقباضه كشعر السودان، فالشعر الرجل ما كان فوق الجعودة ودون السبوطة كشعر العرب (آدم) أي أسمر لونًا أي متصف بالأدمة، وهي يسير سواد يضرب إلى الحمرة كما هي غالب ألوان العرب (طوال) بضم الطاء أي طويل (جعد) أي جعد الجسم أي مجتمعه وشديده وتامه، قال العلماء: والمراد بالجعد هنا جعودة الجسم وهو اجتماعه واكتنازه وليس المراد جعودة الشعر فهو صفة مدح، ويحتمل أن يكون صفة شعر أي شعره جعد أي وسط بين السبط والقطط كما جاء في صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه يكون مكررًا مع قوله أولًا (رجل) بكسر الجيم (كأنه) أي كأن موسى - عليه السلام - في طوله ونظافته (من رجال) قوم (شنوءة) حي معروف باليمن كما مر.
(و) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا (رأيت عيسى بن مريم) - عليه السلام - حالة كونه (مربوع الخلق) أي متوسط القد والقامة ليس بالطويل ولا بالقصير، وحالة كونه مائلًا لونه من السواد (إلى الحمرة والبياض) المختلطين ليس لونه بالبياض الناصع ولا بالحمرة القانية بل لونه وسط بين اللونين بعيد عن السواد وحالة كونه (سبط) شعر (الرأس) أي مسترسله ليس فيه تكسر ولا تعقد، والسَّبِطِ بفتح السين وكسر الباء وبفتحهما لغتان مشهورتان فيه ويجوز إسكان الباء مع كسر السين وفتحها على التخفيف، قال أهل اللغة: الشعر السبط هو المسترسل ليس فيه تكسر، ويقال في تصريف فعله سَبِط يسبط سبطًا من باب فرح فرحًا (وأري) على صيغة الماضي المبني للمفعول أي أري رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة (مالكًا خازن النار) هكذا في رواية مسلم بضم همزة