للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِذَا دَخَلَهَا قَال اللهُ لَهُ: تَمَنَّهْ، فَيَسْأَلُ رَبَّهُ وَيَتَمَنَّى، حَئئتَّى إِنَّ اللهَ لَيُذَكِّرُهُ مِنْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ

ــ

الفم فينفتح وهو التبسم فإذا زاد ولم يضبط الإنسان نفسه قهقهه وذلك كله على الله تعالى محال لكن لما كان دلالة عندنا على الرضا ومظهرًا له غالبًا عبر عن سببه به، وقد قالوا تضحك الأرض من بكاء السماء أي يظهر خيرها، وفي بعض الحديث "فيبعث الله سحابًا يضحك أحسن الضحك" يعني السحاب رواه أحمد ومنه قول دعبل بن علي الخزاعي:

لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى

ومنه قول الآخر:

في طعنة تضحك عن نجيع

فالضحك في هذه المواضع بمعنى الظهور فيكون معناه في هذا الحديث أن الله تعالى رضي عن هذا العبد وأظهر عليه رحمته وفضله ونعمته ولهذا حمله قوم هنا على أنه تجلى لهذا العبد وظهر له. اهـ منه (قلت) مذهب السلف إثبات الضحك لله تعالى من غير تأويل ولا تكييف ولا تشبيه وهو الأسلم فإذًا نقول فالضحك صفة ثابتة لله تعالى نثبته ونعتقده ولا نكيفه ولا نمثله {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وهذا هو المذهب الأسلم الأعلم الذي نلقى عليه الرب جل وعلا وكذا يقال في آيات الصفات وأحاديثها كلها.

(فإذا دخلها قال الله) سبحانه (له) أي لذلك الرجل (تمنه) بهاء السكت فليست هاء الضمير لعدم المرجع أي اطلب ما ظهر لك من الرغائب واسأله مني، والتمني طلب ما لا طمع فيه أو طلب ما فيه عسر كما هو مقرر في محله (فيسأل) ذلك الرجل (ربه) سبحانه ما يطمعه من المطالب (ويتمنى) أي ويسأله ما لا يطمعه من الرغائب (حتى) انتهت به المطامع والأماني ثم (إن الله) سبحانه (ليذكره) أي ليذكر ذلك الرجل من أنواع الرغائب والأمنيات ليسأله فيقول له سل واطلب (منـ) ـي (كذا وكذا) كناية عن صنوف الرغائب أي يقول له تمن من الشيء الفلاني ومن الشيء الآخر يسمي له ويعدد أجناس ما يتمنى فيسأله جميع ما ذكره الله تعالى (حتى) حصلت له جميع المطامع والرغائب وانزاح عن قلبه ما يتمناه وانقطع تصوره فيه فـ (إذا انقطعت به) وانزاحت عن قلبه (الأماني) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>