للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ، سَلِّمْ سَلِّمْ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْجِسْرُ؟ قَال: دَحْضٌ مَزَلَّةٌ. فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلالِيبُ وَحَسَكٌ، تَكُونُ بِنَجْدٍ فِيهَا شُوَيكَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ، فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَينِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيرِ وَكَأَجَاويدِ الْخَيلِ وَالرِّكَابِ،

ــ

من الأنبياء وغيرهم، والشفاعة هي طلب الخير للغير من الغير (ويقولون) أي يقول المارون على الصراط (اللهم سلمـ) ـنا من السقوط وخطف الكلاليب، وقوله ثانيًا (سلم) توكيد لفظي للأول (قيل يا رسول الله وما الجسر؟ ) أي ما حقيقته لأن (ما) يسأل بها عن الحقيقة (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم الجسر شيء (دحض) ومكان أملس وموضع (مزلة) أي مكان تزل فيه الأقدام، قال النواوي: هو بتنوين دحض وفتح داله وسكون حائه، ومزلة بفتح الميم وفي الزاي لغتان مشهورتان الفتح والكسر، والدحض والمزلة بمعنى واحد وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر فيه ومنه دحضت الشمس أي مالت وحجة داحضة لا ثبات لها (فيه) أي في ذلك الدحض الأملس (خطاطيف) على زنة مفاعيل جمع خطاف بضم الخاء المعجمة، وقوله (وكلاليب) بمعنى الخطاطيف وقوله (وحسك) بفتح الحاء والسين جمع حسكة وهو شوك صلب من حديد والحسكة في الأصل الشجر الشائك والكلام على التشبيه البليغ، والمعنى فيه خطاطيف وكلاليب على صورة حسكة وهي شجرة (تكون) أي توجد (بنجد) وهو ضد تهامة (فيها) أي في تلك الحسكة (شويكة) تصغير شوكة أي فيها شِيَكٌ صغار (يقال لها) أي لتلك الحسك (السعدان) وهو اسم شجر له شوك معوج في الأرمية "قجما" (فيمر) ويجوز (المؤمنون) عليه وهم في مرورهم على ثلاثة أقسام: القسم الأول ناج مسلم لا يناله شيء من العذاب وتختلف آحاده في السرعة على اختلاف مراتبهم، فذكرهم بقوله ومنهم من يمر (كطرف العين) أي كلمحتها وطرف العين فتحها بعد غلقها (و) منهم من يمر (كالبرق) الخاطف ولمعانه (و) منهم من يمر (كالريح) المرسلة (و) منهم من يمر (كالطير) المسرع في طيرانه (و) منهم من يمر (كأجاويد الخيل) المسرعة (و) كـ (ـالركاب) والجمال المادة عنقها، وإضافة أجاويد إلى الخيل من إضافة الصفة إلى الموصوف، والأجاويد جمع جياد وهو جمع جيد فهو جمع الجمع وهو الجيد الجري من المطي، والركاب بكسر الراء الإبل المركوبة وهو اسم جمع واحدتها راحلة من غير لفظها وهو معطوف على الخيل، والخيل

<<  <  ج: ص:  >  >>