واصطفائهم (بيدي) القادرة على ما أريد، واليد صفة ثابتة لله تعالى لا نكيفها ولا نمثلها، قال النواوي: وقوله غرست كناية عن عدم عوارض التعيير (وختمت) أي طابعت ووقعت لهم (عليها) أي على أشجار كرامتي إياهم ليرضوا عني كما رضيت عنهم (فلم تر عين) من أعين الناظرين مثل ما غرست لهم (ولم تسمع أذن) من آذان السامعين مثل ما أعطيتهم (ولم يخطر) أي لم يَجْرِ (على قلب) أحد من قلوب (بشر) مثل ما أكرمتهم به وأعددته لهم.
قال السنوسي: قوله (فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر) يحتمل أن يكون من باب نفي الصفة للدلالة على نفي الموصوف أو من باب نفي الصفة فقط، فعلى الأول لا عين هنالك ولا رؤية ولا أذن ولا سماع ولا قلب ولا خُطور، وعلى الثاني المنفي الرؤية والسماع والخطور فقط، وهذا الثاني أرجح.
قال الطيبي: وإنما خُص هذا الأخير بذكر البشر دون القرينتين السابقتين لأنهم الذين ينتفعون بما أُعد لهم ويهتمون بشأنه ويخطرونه ببالهم بخلاف الملائكة، والحديث كالتفصيل للآية فإنها نفت العلم، والحديث نَفَى طرفَ حصوله. اهـ.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ومصداقه) بكسر الميم من أوزان المبالغة ولكنها غير معتبرة أي مصداق قول الله لموسى أي دليله الذي يصدِّقه ويدل عليه مذكور (في كتاب الله) العزيز (عز) سبحانه بالكمالات (وجل) عن النقائص حيث قال سبحانه فيه {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[السجدة: ١٧] قال في الكشاف: أي لا تعلم النفوس كلهن ولا نفس واحدة منهن لا ملك مقرب ولا نبي مرسل أيُّ نوعٍ عظيمُ الثواب الذي ادخر الله تعالى لأولئك وأخفاه من جميع خلقه لا يعلمه إلا هو مما تقرُّ به عيونهم ولا يزيد على هذه العِدَةِ ولا مطمح وراءها. اهـ سنوسي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي فقط رواه في تفسير سورة السجدة، وقال: حسن صحيح. اهـ تحفة.
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فقال: