يُلقون في قلوبهم طلب من يشفع لهم عند ربهم، والشك من سعيد بن أبي عروبة أو ممن دونه، وساق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة (بمثل حديث أبي عوانة) عن قتادة (و) لكن (قال) سعيد بن أبي عروبة (في الحديث ثم آتيه) أي آتي المقام الذي قُمت فيه أولًا وسألت فيه الشفاعة وهو مقام الشفاعة (الرابعة) أي في المرة الرابعة (أو) قال قتادة ثم (أعود) إليه (الرابعة) أي المرة الرابعة (فأقول يا رب ما بقي) في النار (إلا من حبسه القرآن) أي وجب عليه الخلود بنص القرآن، قال القاضي: فيه تصريح بما عليه أهل السنة من عدم تخليد العصاة وردٌّ على المعتزلة والخوارج لأن فيه إخراج من في قلبه مثقال ذرة من إيمان (فإن قلت) الناس في الوزن ثلاثة: من رجحت حسناته ومن تساوت كفتاه فهذان إلى الجنة الأول يدخلها ابتداء والثاني بعد حبسه في الأعراف مدة والثالث من رجحت سيئاته فهذا إنما يُعاقب ببقائه في النار مقدار ذلك الرُّجحان ثم يُخرج إذ لا يُخلد أحد من أهل القبلة في النار فأين أثر الشفاعة؛ (قلت) أثرها في إخراجه قبل مكثه القدر الذي يستحق إذ لو وقعت الشفاعة عند تمامه لم تكن شفاعة، والله أعلم. اهـ من الأبي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
٣٧٤ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا محمد بن المثنى) العنزي البصري قال (حدثنا معاذ بن هشام) الدستوائي البصري صدوق ربما وهِم من التاسعة مات سنة (٢٠٠) روى عنه في (٤) أبواب تقريبًا (قال) معاذ (حدثني أبي) هشام بن أبي عبد الله سَنْبَر المعروف بالدستوائي كما سيأتي في المتن أبو بكر البصري ثقة ثبت من كبار السابعة مات سنة (١٥٤) روى عنه في (٧) أبواب تقريبًا (عن قتادة) بن دعامة البصري (عن أنس بن مالك) الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون، وغرضه بسوقه بيان متابعة هشام الدستوائي لأبي عوانة وسعيد بن أبي عروبة في رواية هذا الحديث عن قتادة، وفائدتها بيان كثرة طرقه (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال