للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَحَدَّثْنَاهُ الْحَدِيثَ. فَقَال: هِيهِ، قُلْنَا: مَا زَادَنَا. قَال: قَدْ حَدَّثَنَا بِهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً وَهُوَ جَمِيعٌ وَلَقَدْ تَرَكَ شَيئًا مَا أَدْري أَنَسِيَ الشَّيخُ أَوْ كَرِهَ أَنْ يُحَدِّثَكُمْ فَتَتَّكِلُوا. قُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا. فَضَحِكَ وَقَال: "خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ. مَا ذَكَرْتُ لَكُمْ هَذَا إلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ. "ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فِي الرَّابِعَةِ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ،

ــ

غير معيَّن نونتَ فقلت: إيهٍ أي حدِّث أي حديث كان، فإن أسكتَّه قلت: إِيهًا عنَّا اهـ.

(فحدثناه) أي حدثنا الحسن (الحديث) الذي سمعناه من أنس (فقال) الحسن لنا (هيه) أي زيدوه لي (قلنا) للحسن (ما زادنا) أنس على هذا الحديث الذي حدَّثْنَاكَهُ (قال) الحسن والله (قد حدثنا) أنس (به) أي بهذا الحديث (منذ عشرين سنة) أي من قبل عشرين سنة (وهو) أي والحال أن أنسًا (جَمِيع) بفتح الجيم وكسر الميم بعدها ياء ساكنة أي مجتمع القوة والحفظ كاملهما لم يأخذ منه الكِبَر (ولقد ترك) أي والله لقد ترك أنس (شيئًا) من هذا الحديث الذي حدثكموه (ما أدري) ولا أعلم (أَنَسِيَ الشيخ) ذلك الشيء الذي تركه من الحديث (أو كره) الشيخ (أن يُحدثكم) ذلك الشيء (فتتكلوا) عليه وتقصروا في أعمالكم اتكالًا واكتفاءً عنها بذلك الشيء، قال معبد بن هلال (قلنا له) أي للحسن (حدثنا) يا أبا سعيد ذلك الشيء الذي تركه أنس منا (فضحك) الحسن من قولنا، وفيه ضحك العالِمِ بحضرة أصحابه إذا كان بينه وبينهم أُنس ولم يخرج بضحكه إلى حد يعد تركًا للمروءة (وقال {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}) أي ملتبسًا بعجل أي باستعجال (ما ذكرتُ لكم هذا) الذي تركه منكم في حال من الأحوال (إلا وأنا) أي إلا والحال أنا (أريد) وأقصد (أن أُحدثكموه) أي أُحدثكم ذلك الشيء الذي تركه عنكم، قال النواوي: قوله: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} فيه جواز الاستشهاد بالقرآن في مثل هذا، وجاء مثله في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم طرق فاطمة وعليًّا رضي الله عنهما ليلًا فانصرف وهو يقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيءٍ جَدَلًا} قال الحسن: وذلك الشيء الذي تركه أنس قوله صلى الله عليه وسلم (ثم) بعد إخراج من في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان (أرجع إلى) موضع مناجاة (ربي في) المرة (الرابعة) قال السنوسي: وهذا ابتداء تمام الحديث بقوله (ثم أرجع) أي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرجع الرابعة (فأحمده بتلك المحامد ثم أَخِرُّ له ساجدًا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك

<<  <  ج: ص:  >  >>