حديث الباب على أهل القسم الثاني أعني من أشرك وعبد الأصنام وشرّع الشرائع لنفسه كعمرو بن لُحي وأتباعه من العرب، وأما القسم الثالث فهم أهل الفترة حقيقة وهم غير معذبين وعليهم يُحمل قوله تعالى:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}، وأما القسم الأول كورقة بن نوفل وتُبع وقومه وأهل نجران فحكمهم حكم أهل الدين الذي دخلوا فيه ما لم يلحق أحدًا منهم الإسلام الناسخ لكل دين وأما قس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل فقد صح في كل منهما أنه يُبعث أمة واحدة فتحصل من هذا أن حديث الباب محمول على أهل القسم الثاني فلا تعارض بين حديث الباب وبين قوله تعالى:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ}.
(٣٩٧) - (١٨٠)(١٦)(حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) العبسي مولاهم الكوفي من العاشرة، قال (حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الأنصاري أبو عثمان البصري ثقة ثبت من كبار العاشرة مات سنة (٢٢٠) عشرين ومائتين، روى عنه في (٩) أبواب قال (حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار الزبعي مولاهم أبو سلمة البصري ثقة عابد من كبار الثامنة مات سنة (١٦٧) روى عنه في (١٦) بابا، وهو من أثبت الناس في ثابت (عن ثابت) بن أسلم البناني مولاهم أبي محمد البصري ثقة عابد من الرابعة مات سنة (١٢٣) بضع وعشرين ومائة (عن أنس) بن مالك الأنصاري أبي حمزة البصري، وهذا السند من خماسياته رجاله كلهم بصريون إلا أبا بكر فإنه كوفي (أن رجلًا) من الحاضرين (قال يا رسول الله أين أبي؟ ) هل في النار أم في الجنة (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل السائل أبوك (في النار) لأنه مات على الشرك الجاهلي (فلما قَفَّى) الرجل السائل بعد جواب النبي صلى الله عليه وسلم أي ذهب وأدبر وجعل قفاه واليًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي أعطاه قفاه وظهره في حالة ذهابه (دعاه) أي دعا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل وناداه وأمره بالرجوع إليه (فـ) لما رجع الرجل إليه (قال) له تطييبًا لخاطره (إن أبي) ووالدي (وأباك) أي والدك (في النار) الأخروي لموتهما على الشرك الجاهلي فهما من القسم الثاني من أقسام أهل الفترة الثلاثة، قال النواوي: ففي