للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِن أبَا طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وينصُرُكَ، فَهَل نَفَعهُ ذَلِكَ؟ قَال: "نَعَمْ. وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِنَ النارِ فَأخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ".

٤٠٩ - (٠٠) (٠٠) وَحَدثَنِيهِ مُحَمدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ

ــ

عبد الملك بن عمير، وفائدتها بيان كثرة طرقه وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى في بعض الكلمات.

أي سمعت العباس حالة كونه (يقول قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله إن أبا طالب) اسمه عبد مناف كما مر (كان) قبل موته (يحوطك) ويحفظك من إذاية قومك (وينصرك) أي يعينك على أعدائك والنصرة العون، تقول العرب: "أرض منصورة" أي مُعانة على إنباتها بالمطر (فهل نفعه) عند ربه (ذلك) النصر والحياطة لك (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم) نفعه ذلك المذكور عند ربه لأني (وجدته) أي رأيته (في غمرات) وأمواج (من النار فأخرجته) منها وحولته (إلى ضحضاح) منها، والغمرات بالميم جمع غمرة وهي ما يُغطي الإنسان ويغمره أي يستره مأخوذ من الماء الغَمْرِ وهو الكثير منه، ووقع في بعض النسخ غبرات وهي بمعنى البقايا وهو تصحيف ولا معنى للغبرات هنا، وتقدم أن الضحضاح ما رَق من الماء على وجه الأرض، وهذا كله تمثيل لشدة العذاب وخِفتِه، وفي القاموس والغمرات جمع غمرة بإسكان الميم وغَمَرَةُ الشيء شدته ومزدحمه مِنْ غَمَرَهُ الماءُ إذا غطاه. اهـ.

وقال القاضي عياض: والغمر كل شيء كثير وماء غمر أي كثير وفرس غمر أي كثير الجري ورجل غمر أي كثير الجُود وغِمار الناس جماعتهم، ويصحح هذا المعنى ذكر الضحضاح بعده والضحضاح بضادين معجمتين ما رَق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين فاستعير للنار ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث العباس رضي الله عنهما فقال:

٤٠٩ - (٠٠) (٠٠) (وحدثنيه محمد بن حاتم) بن ميمون أبو عبد الله السمين المروزي ثم القطيعي بفتح القاف صدوق ربما وهم من العاشرة مات سنة (٢٣٥) روى عنه في (١١) بابا قال (حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ التميمي أبو سعيد القطان البصري الأحول ثقة متقن إمام قدوة من كبار التاسعة مات سنة (١٩٨) روى عنه في (١٣) بابا

<<  <  ج: ص:  >  >>