للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيبِ؛ أَن أَبَا هُرَيرَةَ حَدَّثَهُ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُولُ: "يَدْخُلُ مِنْ أمتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا. تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيلَةَ الْبَدْرِ".

قَال أَبُو هُرَيرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأسدِي، يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيهِ. فَقَال: يَا رَسُولَ الله، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَال رَسُولُ الله صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ: "اللهُم اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ثُم قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأنصَارِ فقَال: يَا رَسُولَ الله ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَال رَسُولُ الله صلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكاشَةُ"

ــ

شهاب (حدثني سعيد بن المسيب) بن حَزْن القرشي المخزومي المدني (أن أبا هريرة) الدوسي المدني (حدثه) أي حدث لسعيد بن المسيب الحديث الآتي.

وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان مصريان وواحد شامي، وغرضه بسوقه بيان متابعة سعيد بن المسيب لمحمد بن زياد في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، وفائدتها تقوية السند الأول لأن سعيد بن المسيب أوثق وأوسع من محمد بن زياد وبيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من الزيادة التي لا تقبل الفصل.

(قال) أبو هريرة في تحديثه لي (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل من أمتي) الجنة كما هو مذكور في بعض النسخ (زمرة) أي جماعة (هم) أي عددهم (سبعون ألفًا) بلا حساب وهذه الجملة الاسمية صفةٌ أُولى لزمرة وجملة قوله (تضيء وجوههم إضاءة القمر) أي إضاءة كإضاءة القمر (ليلة البدر) أي ليلة أربع عشرة صفة ثانية لها (قال أبو هريرة) بهذا السند المذكور (فقام عكاشة) بوزن رُمانة (بن محصن) بوزن منبر (الأسدي) حالة كونه (يرفع) ويشد (نمرة) أي مئزرة له (عليه) أي على حِقْوه، والنمِرة كساء فيه خطوط بيض وسُود وحُمر كأنها أُخذت من جلد النمر لاشتراكهما في التلون من ألوان، وهي من مآزر الأعراب (فقال) عكاشة معطوف على قام (يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم) ولقوة يقينه وشدة حرصه على الخير ورغبته فيما عند الله سبحانه سبق عكاشة الصحابة كلهم بقوله ادع الله أن يجعلني منهم (ثم قام رجل) آخر (من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لذلك الرجل (سبقك بها) أي بهذه المقالة (عكاشة) بن محصن، فلما لم يكن عند القائم بعده من تلك الأحوال الشريفة

<<  <  ج: ص:  >  >>