قَال: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ، عنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبي هُرَيرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: "سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ .. فَإِيَّاكُمْ وَإيَّاهُمْ"
ــ
(قال: حَدَّثَنِي أبو هانئ) هو بهمز آخره، حُمَيدُ بن هانئ الخولانيُّ المِصريُّ.
روى عن عُلَيّ بن رَبَاح وعَمْرو بن مالك الْجَنبِيِّ وأبي عبد الرحمن الحُبُلي، ويروي عنه (م عم) وحَيوَةُ بن شُرَيح واللَّيثُ وابنُ وَهْبٍ وهو أكبرُ شيخٍ لابن وهب.
وقال في "التقريب": لا بأسَ به، من الخامسة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة.
(عن أبي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بنِ يَسَارٍ) المِصْريِّ أبي عثمان الطُنْبُذي -ويقال: الإِفريقي- مولى الأنصار، رَضِيع عبد الملك بن مروان، التابعي المُحَدِّث.
روى عن أبي هريرة وابنِ عُمر وسفيان بن وَهْب الخولاني، ويروي عنه (من دت ق) وبكرُ بن عَمْرٍو وحُمَيدُ بن هانئ وغيرُهم، وَثَّقَهُ ابنُ حِبَّان.
وقال في "التقريب": مقبولٌ من الرابعة.
(عن أبي هُرَيرَةَ) عبد الرحمنِ بنِ صَخْرٍ الدَّوْسيِّ المدنيِّ الصحابى الجليلِ المُكْثِرِ (عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) وهذا السَّنَدُ من سُداسياته، وفيه من لطائف الإِسنادِ: أَنَّ واحدًا منهم كوفيٌّ، وواحدًا منهم مكيٌّ، وثلاثةً مصريون.
(أنه) أي: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (قال: "سيكونُ في آخِرِ) زمان (أُمَّتي أُنَاسٌ) دَجَّالون كَذَّابون (يُحَدِّثُونكُمْ) أي: يُخْبِرُونكم من الأحاديث (ما) أي: حديثًا (لم تَسْمَعُوا) أي: تسمعوه (أنتم) من آبائكم (ولا آباؤُكم) ممَّنْ قبلَهم.
والفاءُ في قوله: (فإيَّاكُمْ وإيَّاهُمْ") للإِفصاح، و (إِيَّاكم): منصوبٌ على التحذير بعاملٍ محذوفٍ وجوبًا تقديرُه: إِذا سمعتم كلامي هذا وأردتُم بيانَ ما هو اللازمُ لكم .. فأقول لكم: بَاعِدُوا أنفسَكم عن سماع أحاديث أولئك الدجَّالين، واحْذَرُوهم؛ لئلَّا يفتنوكم بتلك الأكاذيبِ المختلقةِ والأباطيلِ الموضوعةِ عن دِينكم، ولازِمُوا سُنَّتي وسُنَّةَ خلفائي وعَضُّوا عليها بالنواجذ.
ثم ذكر المؤلفُ رحمه الله تعالى المتابعةَ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال: