وأمَّا إذا كانت الصيغةُ معلومةً .. ففيه نوعُ خفاء، والتوجيهُ أنْ يُقال: التفعيل ها هنا بمعنى المُفاعلة والمُشاركة، والمعنى: تَرَكْنا أنْ نُحَدِّث الآخرين فيُحَدِّثونا، وذلك لِمَا يلزمُ فيه أن نستمعَ ما ليس بمعروفٍ عنه صلى الله عليه وسلم). وقال العلّامة السِّنْدي: (قولُه: "نُحَدّث" ضُبط في غالب النُّسَخ بكسرِ الدال على بناء الفاعل، والوجهُ عندي: أنه على بناء المفعول، وهو كنايةٌ عن المَيل إلى سماع الحديث عن الناس .. والأَخْذِ منهم، فإِنَّ كذب الناس .. يمنعُ الأخذَ عنهم لا من تعليمهم، بل ينبغي أن يكون عِلّةً لتعليمِهم عقلًا، وهذا هو المُوافِقُ لسائرِ الروايات الآتية، فقولُه في الرواية الآتية: "كُنَّا نَحْفَظُ" أي: نأخذُ عن الناسِ الحديثَ ونحفظُه، وكذا الرواية الثالثة فإنها صريحةٌ في هذا المعنى، وقولُه: "تَرَكْنا الحديثَ" أي: تَرَكنْا ما يُحَدِّثُه الناسُ عنه؛ أي: تَرَكْنا أنْ نأخذَه بمُجَرَّدِ تحديثِهم، والله تعالى أعلم). وفي تقرير الشيخ محمد حسن المكي: (قولُه: "إنَّا كُنَّا ... " إِلخ، يعني: إِنما قلتُ لك: عُدْ؛ لإرادة التحقيق بسبب ظهور الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان، فلمَّا اشْتَبَهَ عليَّ بعضُ ألفاظِ حديثِك .. قلتُ لك: عُدْ، فوجدتُها صحيحةً وارْتَفَعَ =