بالقصر وتشديد النون "أنثا" أي صار المنيان ولدًا أنثى (بإذن الله) تعالى بسبب غلبة ماء المرأة (قال اليهودي لقد صدقتَ) يا محمد في جميع ما أخبرت (وإنك لنبي) حقًّا، وهذا يدل على أن مجرد التصديق اللساني من غير التصديق القلبي ولا التزام الشريعة ولا دخولٍ فيها لا ينفع إذ لم يحكم له بالإسلام (ثم انصرف) اليهودي وفرغ من سؤاله (فذهب) أي مشى من عند النبي صلى الله عليه وسلم (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألني هذا) اليهودي (عن الذي سألني عنه وما لي) أي والحال أنه ليس لي (علم بشيء منه حتى أتاني الله) سبحانه وتعالى أي ألهمني (به) أي بجوابه فضلًا منه، وفي الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم واطلاعه على المغيَّبَات ما لا يخفى، والله سبحانه وتعالى أعلم. وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى. قال القاضي عياض: وفي هذا الحديث من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم وإخباره بالمغيبات واطلاعه على أسرار علوم الناس ومعارف الدنيا والآخرة ما هو غير خفي، واعترف له به العدو اليهودي حين قال له (صدقت وإنك لنبي) وفيه أن من قال مثل هذا من أهل الكتاب من غير التزام الشريعة لا يُحْسَبُ قوله إيمانًا حتى يعتقده ويلتزمه، وفيه جواز استعمال المخاصر على عادة العرب، وجواز النَّكْتِ بها في الأرض عند التفكر في الأمور والتدبير لها. والله أعلم. اهـ بتصرف.
٦١٢ - (٠٠)(٠٠)(٠٠)(وحدثنيه) أي حدثني الحديث المذكور يعني حديث ثوبان (عبد الله بن عبد الرحمن) بن الفضل بن مهران (الدارمي) أبو محمد السمرقندي أحد الأئمة الأعلام صاحب المسند والتفسير والجامع، ثقة متقن، من (١١) مات سنة (٢٥٥) روى عنه في (١٤) بابا، قال (أخبرنا يحيى بن حسان) بن حيان بتحتانية مشددة التِنِّيسِي بكسر الفوقانية وكسر النون المشددة وسكون التحتية ثم سين مهملة البكري أبو زكرياء البصري من أهل بصرة سكن تنيس، روى عن معاوية بن سلام في الوضوء