لبيان اختلاف صيغ مشايخه، قال محمد بن جعفر (حدثنا شعبة) بن الحجاج (عن الحكم) بن عتيبة مصغرًا الكندي أبي محمد الكوفي ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس، من (٥) مات سنة (١١٣) روى عنه في (٩) أبواب (عن ذكوان) مولى جويرية بنت الحارث القيسية أبي صالح السمان المدني، قال أحمد: ثقة من أجلِّ الناس وأوثقهم، وقال ابن معين: ثقة، وقال في التقريب: ثقة ثبت، من (٣) مات سنة (١٠١) روى عنه في (٨) أبواب (عن أبي سعيد) سعد بن مالك الأنصاري (الخدري) الصحابي المشهور رضي الله عنه. وهذان السندان من سداسياته الأول منهما رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان بصريان واثنان كوفيان، والثاني منهما مدنيان وثلاثة بصريون وواحد كوفي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار) لم أر من ذكر اسمه أي مر على بيته (فأرسل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إليه) أي إلى الرجل وهو في بيته (فخرج) الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ورأسه) أي والحال أن رأس الرجل (بقطر) أي يُمْطِر ويَصُبُّ ماءً من أثر غسله (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل (لعلنا أَعْجَلْنَاك) أي حملناك على العجلة والإسراع إلى الخروج إلينا قبل قضاء شهوتك (قال) الرجل (نعم) أعجلتموني (يا رسول الله، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أُعْجلْتَ) على صيغة المبني للمجهول أي حُمِلْتَ على العجلة والإسراع قبل قضاء شهوتك (أو أَقْحَطْتَ) بالبناء للمعلوم أي يَبِسْتَ من الإنزال من الإقحاط وهو عدم إنزال المني وهو استعارة من قحوط المطر وهو انحباسه، وقحوط الأرض وهو عدم إخراجها النبات (فلا غسل) واجب (عليك وعليك الوضوء) فقط (وقال) محمد (بن بشار) في روايته (إذا أُعجلتَ أو أُقْحِطْتَ) بالبناء للمجهول في الفعلين، والروايتان صحيحتان أعني الرواية الأولى المفرِّقَة بين الفعلين وهذه الجامعة بين الفعلين.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٤٧] والبخاري [١٨٠] وأبو داود [٢١٧].