مات سنة (١٦٨) ثمان وستين ومائة (عن يزيد بن أبي حبيب) اسمه سويد الأزدي أبو رجاء المصري عالمها، قال ابن سعد: كان مفتي أهل مصر في زمانه، وكان حليمًا عاقلًا، وكان أول من أظهر العلم بمصر والكلام في الحلال والحرام، وقال الليث: يزيد بن أبي حبيب سيدنا وعالمنا، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وقال العجلي: مصري تابعي ثقة، وقال في التقريب: ثقة فقيه وكان يرسل، من (٥) مات سنة (١٢٨) وقد قارب (٨٠) روى عنه في (١١) بابا (أن أبا الخير) مرثد بن عبد الله الحميري اليزني نسبة إلى يزن بطن من حمير الفقيه المصري، قال العجلي: مصري تابعي ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة وله فضل وعبادة، ووثقه يعقوب بن شيبة، وقال في التقريب: ثقة فقيه، من (٣) مات سنة (٩٠) روى عنه في (٩) أبواب (حدثه) أي حدث ليزيد بن أبي حبيب فـ (قال) في تحديثه له (رأيتُ) أنا (على) عبد الرحمن (بن وعلة) بفتح الواو وإسكان العين المهملة المصري (السَبَئِي) بفتح السين المهملة والباء الموحدة ثم بالهمزة ثم ياء النسبة نسبة إلى سبأ قبيلة مشهورة في اليمن. وقد بسطت عليها الكلام في تفسيرنا في سورة سبا (فَرْوًا) على وزن كَعْبٍ يُجْمَع على فِرَاء ككعاب، ويقال فيه فروة بزيادة التاء تقول: فلان ذو فروة وثروة، والفرو: شيء كالجبة يُبَطَّن من جلود بعض الحيوانات كالأرانب والسنّور ويقال: هو جلد مدبوغ مع شعره كجلود الكباش والتيوس وهذا هو المعروف الآن (فمَسِسْتُه) أي فلمست ذلك الفرو بيدي بكسر السين الأولى في الماضي وفتحها في المضارع من باب فهم، وبفتحها في الماضي وضمها في المضارع من باب نصر (فقال) لي ابن وعلة (ما لَك) أي أيُّ شيء ثبت لك يا أبا الخير حالة كونك (تمسه) أي تمس هذا الفرو، هل أنكرت عليّ لبسه لكونه نجسًا لأنه من صناعة المجوس لا تنكره علي لأني (قد سألت عبد الله بن عباس) عن حكمه فـ (قلت) له في سؤالي (إنا) نحن معاشر رهطنا (نكون بالمغرب) ونسكن فيه (ومعنا) في بلادنا (البربر) بموحدتين مفتوحتين بينهما راء ساكنة جيل من الناس مشركون، وسيأتي البسط فيه من تاج العروس (والمجوس) قوم يعبدون النار لهم شبهة كتاب وليس لهم كتاب، وذلك أنهم أُرْسِل إليهم