منبه في الزكاة، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف في الزكاة، وابن عباس في الحج، وعمير بن هانئ في الجهاد، ويزيد بن الأصم وسعيد بن المسيب وجرير بن عبد الله وأبو سعيد الخدري وأبو ذر مع تقدمه وخلق، مات بالشام يوم الخميس للنصف من رجب سنة (٦٠) ستين، وهو ابن (٧٨) سنة، وصلى عليه الضحاك بن قيس.
وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد شامي وواحد مدني.
(فجاءه) أي فجاء إلى معاوية (المؤذن) حالة كون المؤذن (يدعوه) أي يدعو معاوية ويطلبه للخروج (إلى الصلاة) ليصلي بالناس (فقال معاوية) بن أبي سفيان للمؤذن: لك أجر عظيم وفضل جسيم لأني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم) حالة كونه (يقول المؤذنون أطول الناس أعناقًا) جمع عنق وهو ما بين الكتف والقفا (يوم القيامة) اختلف السلف والخلف في معناه فقيل معناه أكثر الناس تشوفًا إلى رحمة الله تعالى وثوابه لأن المتشوف يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه فهو كناية عن كثرة ما يرونه من الثواب، وقال النضر بن شميل: هو حقيقة لأنه إذا ألجم الناسَ العرقُ يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا يصيبها ذلك العرق، وقال ابن الملك: وطول العنق يدل غَالِبًا على طول القامة، وطولها لا يطلب لذاته بل لدلالته على تميزهم على سائر الناس وارتفاع شأنهم عليهم أي يكونون سادات الناس، ومن أجاب دعوة المؤذن يكون معه، وقيل معناه أنهم رؤساء؛ والعرب تصف السادة بطول الأعناق، قال الشاعر:
يُشَبَّهُونَ ملوكًا في تَجلَّتِهم ... وطولِ أَنْضِيَةِ الأَعْنَاقِ واللَّمَمِ
وقيل أكثر أتباعًا لأن من أجاب دعوتهم يكون معهم، وقال ابن الأعرابي: أكثر أعمالًا، يقال لفلان عنق من الخير أي قطعة منه، ورواه بعضهم إعناقًا بكسر الهمزة أي إسراعًا إلى الجنة، ومنه الحديث "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير العنق فإذا وجد فجوة نص" وحديث "لا يزال الرجل مُعْنِقًا ما لم يُصِب دمًا" أي منبسطًا في سيره يوم القيامة، قال ابن الملك: وهذه الرواية غير مُعتدٍّ بها، قال الأبي: هو كناية عن عدم الخَجَل من الذنوب لأنَّ الخجِلَ يُنكِّسُ رأسَه قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} قال السنوسي: وقيل المعنى أنهم أكثر رجاء لأن من يرجو شيئًا أطال إليه عنقه