(ولكن إذا سمعت) بعد اليوم (صوتًا) أي نداء لا يرى صاحبه (فناد بالصلاة) أي أذن أذانًا مثل أذان الصلاة (فإني سمعت أبا هريرة يحدث) ويروي (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه) صلى الله عليه وسلم (قال إن الشيطان) أي إن جنس الشيطان أو إبليس (إذا نودي) بالبناء للمفعول أي إذا نودي وأذن إعلامًا (بالصلاة) أي بدخول وقتها (ولى) أي أدبر وذهب هاربًا من موضع الأذان (وله حصاص) أي والحال أن له ضراطًا أي صوتًا رفيعًا يخرج من دبر الإنسان يشغل به نفسه عن سماع الأذان لعظم أمره عليه لما اشتمل عليه من قواعد الدين وإظهار شعار الإسلام وإنما رجع عند الصلاة مع ما فيها من القرآن لأن غالبها سر ومناجاة فله تطرق إلى إفسادها على فاعلها وإفساد خشوعه بخلاف الأذان فإنه يرى اتفاق كل المؤذنين على الإعلان به ونزول الرحمة العامة عليهم مع يأسه عن أن يردهم عما أعلنوا به ويوقِنُ بالخيبة بما تفضل الله عليهم من ثواب ذلك ويَذْكُر معصيةَ اللهِ ومَضادَّتَه أمْرَهُ فلا يملك الحدث لما حصل له من الخوف، وقيل لأنه دعاء إلى الصلاة التي فيها السجود الذي امتنع من فعله لما أمِر به، ففيه تصميمُه على مخالفة أمر النص تعالى واستمراره على معصية الله فإذا دعا داعي الله فَر منه. وفي الحديث فضلُ الأذانِ وعِظمُ قَدرِه لأن الشيطان يَهْرَب منه ولا يهرب عند قراءة القرآن في الصلاة التي هي أفضلُ اهـ قسطلاني.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٧٥٣ - (٠٠)(٠٠) حدثنا قتيبة بن سعيد) بن جميل الثقفي أبو رجاء البلخي ثقة، من (١٠) قال (حدثنا المغيرة) بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشي الأسدي الحزامي بكسر الحاء وبالزاي المدني لقَبُه قُصَي، قال أبو داود وأحمد: ما بحديثه بأس، وقال ابن معين والنسائي: ليس بشيء، وقال في التقريب: ثقة له غرائب، من (٧) وأتى بالعناية في قوله (يعني الحزامي) لما مر مرارًا (عن أبي الزناد) عبد الله بن