للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالتْ: فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بَينَ رَجُلَينِ. أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ؛ لِصَلاةِ الظُّهْرِ. وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ. فَأَوْمَأَ إِلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ لَا يَتَأَخَّرَ. وَقَال لَهُمَا: "أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ" فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ أَبِي بَكْرٍ. وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ

ــ

يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر قالها ثلاثًا- مروا أبا بكر ليُصلي بالناس، فقالت عائشة: إنه رجل رقيق" الحديث، (قالت) عائشة رضي الله تعالى عنها (فصلى بهم) أي بالناس (أبو بكر) الصديق (تلك الأيام) التي مرض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال القاضي: وهذا يدل على أنها لم تكن صلاة واحدة قيل كانت اثنتي عشرة، قال النواوي: وفي الحديث دلالة على فضيلة عمر بعد أبي بكر لأن أبا بكر لم يعدل به غيره، وعلى أن المفضول إذا عرض عليه الفاضل مرتبة لا يقبلها بل يدعها للفاضل إذا لم يمنع مانع، وعلى جواز الثناء في الوجه لمن أُمن عليه الإعجاب والفتنة لقوله: أنت أحق بذلك، وأما قول أبي بكر لعمر صل بالناس فقاله للعذر المذكور؛ وهو أنه رجل رقيق القلب كثير الحزن والبكاء لا يملك عينيه وقد تأوله بعضهم على أنه قاله تواضعًا، والمختار ما ذكرناه اهـ.

(ثم) بعد أمره أبا بكر بإمامة الناس (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه) وعرف (خفة) أي خفة مرض وقِلّتَهُ وانكشافه عنه (فخرج) إلى المسجد حالة كونه يُهادى ويمشى (بين رجلين) من أهل بيته (أحدهما العباس) بن عبد المطلب عمُّه الشقيقُ، وقوله (لصلاة الظهر) متعلق بخرج (وأبو بكر) أي والحال أن أبا بكر (يصلي) إمامًا (بالناس فلما رآه) صلى الله عليه وسلم (أبو بكر ذهب) ومشى إلى ورائه (ليتأخر) عن موضعه موضع الإمام (فأومأ إليه) أي أشار إلى أبي بكر (النبي صلى الله عليه وسلم) بيده الشريفة بـ (أن لا يتأخر) عن مكانه مكان الإمام (وقال) النبي صلى الله عليه وسلم (لهما) أي للرجلين (أجلساني إلى جنبه) أي اجعلاني جالسًا إلى جانبه (فأجلساه) صلى الله عليه وسلم (إلى جنب أبي بكر وكان أبو بكر يصلي وهو قائم) مبلغ التكبير إلى الناس مقتد (بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون) أي يأتمون (بصلاة أبي بكر) ويتبعونها (والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد) لعجزه عن القيام، وفي هذا جواز وقوف مأموم واحد

<<  <  ج: ص:  >  >>