معطوفٍ على مصدرٍ منسبكٍ من جملةِ (أنْ أقولَ)، والتقديرُ: وقولي في جوابِ ما سُئِلْتُ عنه من أمر هذا الذين بغير شبهة علم، أو أخذي ما هو شبهة علم عن غير ثقةٍ مأمون، فجوابي به ذلك السؤال أقْبَحُ عندَ مَنْ عَقَلَ عن الله سبحانه وتعالى من ذاك؛ أي: من قبح عدم وجْدان جواب ما سُئلت عنه من أمر هذا الذين عندي؛ لكوني ابنَ إمامَيِ الهدى والشريعة؛ لأنَّ العِلْمَ ليس بالنَسَب بل بالتعلُّم.
(قال) أبو عَقِيل: (فَسَكَتَ) يحيى بن سعيد.
وقولُه:(فما أجَابَهُ) تأكيد لقوله: (فَسَكَتَ) أي: فما أجاب يحيى للقاسم بن عُبَيد الله شيئًا من الكلام، ولا رَد عليه كلامَه، بل سكت عنه.
وغَرَضُ المؤلِّف بسَوْقِ هذا الأثَرِ: الاستشهادُ لأثَرِ عبد الله بن المبارك الدال بمفهومه على أن هذا العِلْمَ لا يُؤْخَذُ إلا عن ثقةٍ حيث قال: (دَعُوا حديثَ عَمْرِو بنِ ثابتٍ ... ) إلخ، ورجالُ هذا الأثرِ أربعة: بغداديان ومدنيان.
ثم ذكر المؤلّفُ رحمه الله تعالى المتابعةَ لأثَرِ القاسم بن عُبَيد الله فقال:
[٣٤](وحَدثني بشْرُ بن الحَكَمِ) بن حبيب بن مِهْران بكسر الميم (العَبْدِي) أبو عبد الرحمن النيسابوري الزاهدُ الفقيهُ.
روى عن مالكٍ وهُشَيم وابن عُيَينَةَ وجماعةٍ، ويروي عنه (خ م س) والحَسَنُ بن سفيان وخَلْق.
قال في "التقريب": ثقة زاهدٌ فقيه، من العاشرة، مات سنة سبعٍ أو ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
(قال) بِشْرُ بن الحَكَمِ: (سمعتُ سفيانَ بنَ عُيينة) بن ميمون الهلالي أبا محمدٍ الأعورَ الكوفي ثم المكيَّ، أحدَ الأئمة الأعلام -قد تقدَّم البسط في ترجمته فرَاجِعْها- أي: قال بِشْرُ بن الحَكَم: سمعتُ سفيانَ حالةَ كَوْنه (يقول: أخْبَروني) أي: أخْبَرَني الناسُ (عن أبي عَقِيل صاحبِ بُهَيَّة) ومولاها، واسمه يحيى بن المتوكل.