(لما ثقل) وضعف (رسول الله صلى الله عليه وسلم) عن الخروج إلى المسجد (جاء بلال) بن رباح المؤذن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يؤذنه) صلى الله عليه وسلم ويُعْلِمهُ (بـ) قُرْبِ وقت إقامة (الصلاة فقال) النبي صلى الله عليه وسلم لمن عنده (مروا أبا بكر) بالصلاة (فليصل بالناس، قالت) عائشة (فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف) أي كثير الحزن والأسف أو سريع الأسف والحزن (وإنه) أي وإن أبا بكر (متى يقم مقامك) في إمامة الصلاة (لا يسمع الناس) قراءته لكثرة بكائه فيشوش الناس (فلو أمرت عمر) بن الخطاب بالصلاة بالناس لكان خيرًا (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ثانية (مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت) عائشة (فقلت لحفصة) بنت عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم (قولي) يا حفصة (له) أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس) القراءة فيشوش الناس (فلو أمرت عمر) بالصلاة بالناس (فقالت) حفصة (له) صلى الله عليه وسلم ما أمرتها به عائشة (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) مخاطبًا لها ولعائشة ومن معهما (إنكن) أيها النسوة القائلات ما ذكر (لأنتن) اللام لام الابتداء مؤكدة لمعنى الكلام، وأنتن ضمير فصل أو مبتدأ (صواحب يوسف) الصديق أي مثل صواحب يوسف من امرأة العزيز ومن عاونها في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن في طلب ما تردنه وتملن إليه، وقيل وجه الشبه كون المظهر شيئًا والمراد غيره فإن نساء امرأة العزيز لُمنها على المراودة، وبهن من حب يوسف والرغبة في مراودته ما بامرأة العزيز أو أشد اهـ سنوسي (مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت) عائشة (فأمروا) بصيغة الماضي أي أمر الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم من بلال ومن معه (أبا بكر) بأن (يصلي بالناس)