ويحتمل كون النهي من الانتهاء وهو الوقوف عند الغاية وعدم التجاوز لأنها تنتهي بصاحبها إلى ما أمر به ولا تتجاوزه، والانتهاء من النهي بكسر النون وفتحها وهو المكان الَّذي يستقر الماء عنده، قال الفارسي: ويحتمل النُّهى أنَّه مصدر كالهُدى لا جمع نهية اهـ.
(ثم) قال النبي صلى الله عليه وسلم (الذين يلونهم ثلاثًا) أي ثلاث مرات (وإياكم) أي باعدوا أنفسكم (وهيشات الأسواق) أي عن مثل الأصوات المختلطة في الأسواق والمنازعة والمخاصمة والأصوات المرتفعة الواقعة فيها أي لا تفعلوا مثلها عند تسويتكم الصفوف في الصلاة بالمخاصمة والمنازعة وارتفاع الأصوات.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [١/ ٤٥٧] وأبو داود [٦٧٥] والترمذي [٢٢٨].
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي مسعود بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما فقال:
٨٦٩ - (٣٩٧)(٥٩)(حَدَّثَنَا محمد بن المثنى) العنزي البصري (و) محمد (بن بشار) بن عثمان العبدي البصري كلاهما (قالا حَدَّثَنَا محمد بن جعفر) الهذلي البصري المعروف بغندر ربيب شعبة، قال (حَدَّثَنَا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري (قال) شعبة (سمعت قتادة) بن دعامة السدوسي البصري حالة كونه (يحدث عن أنس بن مالك) بن النضر الأنصاري رضي الله عنه أبي حمزة البصري. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون (قال) أنس (قال رسول إله صلى الله عليه وسلم: سووا) أيها المصلون معي (صفوفكم) وعدلوها بتسوية مناكبكم وأقدامكم (فإن تسوية) جنس (الصف) الصادق بالواحد وما فوق (من) أسباب (تمام) ثواب (الصلاة) الزائد مع