على يسمع أي فيقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - (بالسورة الخفيفة أو) قال أنس أو من دونه فيقرأ (بالسورة القصيرة) أي غير الطويلة مخافة أن تلتهي أمه عن صلاتها لاشتغال قلبها ببكائه، روى ابن أبي شيبة عن ابن سابط أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الركعة الأولى بسورة نحو ستين آية فسمع بكاء الصبي فقرأ في الثانية بثلاث آيات.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٢٩٤] والبخاري [٨٠١] والترمذي [٢٣٧] والنسائيُّ [٢/ ٩٤ - ٩٥].
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٩٥٠ - (. .)(. .)(وحدثنا محمَّد بن منهال الضرير) التميمي المجاشعي، أبو عبد الله البصري، ثقة، من (١٠) مات سنة (٢٣١) روى عنه في الإيمان والصلاة وغيرهما قال (حدثنا يزيد بن زريع) مصغرًا التيمي العيشي أبو معاوية البصري، ثقة ثبت، من (٨) روى عنه في (١٢) بابا (حدثنا سعيد بن أبي عروبة) مهران اليشكري أبو النضر البصري، ثقة حافظ، من (٦) لكنه كثير التدليس (عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري (عن أنس بن مالك) الأنصاري البصري - رضي الله عنه -. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون، وغرضه بسوقه بيان متابعة قتادة لثابت البناني في رواية هذا الحديث عن أنس بن مالك (قال) أنس (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأدخل الصلاة) منصوب على التَّشبيهِ بالمفعولِ به كسكَنْتُ الشامَ ودخلْتُ الدار أي لأَدْخلُ في الصلاة وأُحْرِمُ بها حالة كوني (أريد إطالتَها) أي إطالةَ الصلاة بإطالة القراءة وكثرة الأذكار والدعاء فيها (فأسمع) في صلاتي (بكاء الصبي) أي رفع صوته بالبكاء (فأخفف) أي أتجوز في الصلاة بالاقتصار على واجباتها مخافة (من شدة وجد) وحزن (أمه به") أي ببكائه، والوجد يطلق على الحزن وعلى الحب أيضًا وكلاهما سائغ هنا،