للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ فَجَلْسَتَهُ بَينَ السَّجْدَتَينِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَينَ التَّسْلِيمِ والانْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ

ــ

(فوجدت قيامه) للقراءة (فركعته) أي فركوعه بعد القيام (فاعتداله بعد ركوعه فسجدته) بعد اعتداله (فجلسته بين السجدتين فسجدته) مرة ثانية (فجلسته ما بين) ما زائدة أي فجلوسه بين السجود الثاني وبين (التسليم والانصراف) أي الفراغ من الصلاة يعني الجلوس للتشهد الأخير أي خمنت وقدرت أزمنة هذه الأركان فوجدتها (قريبًا) أي متقاربة (من السواء) أي إلى التساوي والتماثل وإن تفاوتت تفاوتًا يسيرًا، قال القرطبي: الحديث يدل على أن بعض تلك الأركان أطول من بعض إلا أنها غير متباعدة وهذا واضح في كل الأركان إلا في القيام فإنَّه قد ثبت أنَّه كان يطوله ويقرأ فيه بالستين إلى المائة، ويذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته ثمَّ يتوضأ ثمَّ يرجع فيجده قائمًا في الركعة الأولى، فيحتمل أن يكون ذلك الطول كان في أول أمره ثمَّ كان التخفيف بعدُ كما قال جابر بن سمرة: "ثمَّ كان صلاته بعدُ تخفيفًا" اهـ، والمعنى كانت أفعال صلاته - صلى الله عليه وسلم - كلها متقاربة وليس المراد أنَّه كان يركع قدر قيامه وكذا السجود والقومة والجلسة بل المراد كما في القسطلاني أن صلاته كانت معتدلة متقاربة الأركان إذا أطال القراءة أطال بقية الأركان بقدر ما يناسبها وإذا خففها خفف بقية الأركان، وفي رواية البخاري ما خلا القيام والقعود قريبًا من السواء فيكون التقارب في غير هذين الركنين، وقد ثبت بالأحاديث السابقة طول قيامه - صلى الله عليه وسلم - وثبت أيضًا أنَّه كانت له في إطالة القيام أحوال بحسب الأوقات.

وفي هوامش بعض المتون قوله ما بين التسليم والانصراف يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمكث في مصلاه بعد التسليم شيئًا يسيرًا وأنه لم يكن يبادر بالقيام إثر التسليم ولا يطيل المكث، كي يخرج النساء قبل أن يدركهن من ينصرف من الرجال كما هو المذكور في صحيح البخاري اهـ.

وشارك المؤلف في روايته أحمد [٤/ ٢٩٤] والبخاري [٨٠١] وأبو داود [٨٥٢] والترمذي [٢٧٩] والنسائيُّ [٢/ ١٩٧ - ١٩٨].

ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث البراء - رضي الله عنه - فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>