يَتَعَمَّدُون الكَذِبَ) بما جَرَى على لسانهم ولا يَقْصدُونه، بل يقصدون به الترغيبَ والترهيبَ إرشادا للناس وتذكيرًا وعظَةً لهم.
قال القرطبيُّ:(وسَبَبُ هذا: أن أهلَ الخير غَلَبَتْ عليهم العبادةُ، فاشتغلوا بها عن الرواية، فنَسُوا الحديثَ، ثم إنهم تعرَّضوا للحديث فغَلِطُوا، أو كَثُرَ عليهم الوَهَمُ فتُرِكَ حديثُهم؛ كما اتَّفقَ للعمري وفَرْقد السَّبخي وغيرهما) اهـ (١).
وَغَرضُ المؤلِّف بسوق هذا السند: بيانُ عُلُو سَنَده بعد نزوله ببيان مُشافهة ابن أبي عَتَّابٍ لمحمد بن يحيى بعدَ روايته عنه أولًا بواسطة عَفان بن مسلم، وكَرَّرَ المَتْنَ؛ لمَا في الرواية الثانية من المُخالفة للرواية الأولى في بعض الكلمات، فلا اعتراضَ عليه في التكرار؛ لأنه كان لغَرَض.
ثم استشهد المؤلِّف رحمه الله تعالى لمَا تَقَدمَ بأثَر خليفة بن موسى فقال:
[٤١](حَدَّثَني الفَضْلُ بن سَهْل) بن إبراهيم الأعرجُ أبو العباس البغدادي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.
(قال) الفَضْلُ بن سَهْل: (حَدثَنا يَزيدُ بن هارونَ) بن زاذان السُّلَمي مولاهم، أبو خالدٍ الواسطي، أحَدُ الأئمة الأعلام المشاهير.
روى عن سليمان التَّيمي وحُمَيد الطويل والجُرَيري وغيرهم، ويروي عنه (ع) وأحمد وإسحاقُ وابنُ مَعين وعليُّ بن المَديني وابنا أبي شَيبة وآخرون، قال أحمد: كان حافظًا مُتْقنًا. وقال العجْلي: ثقة ثَبْت. وقال أبو حاتم: إمام لا يُسأل عن مثْله.
وقال في "التقريب": ثقة مُتْقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومائتين، وقد قارب التسعين.
(قال) يَزيدُ بن هارون: (أخبرني خليفةُ بن موسى) بن راشد العُكْلي بضم