أبي حمزة القُرَظِي المدني ثم الكوفي، وكان قد نَزَلَ الكوفةَ مدةً، أَحَدُ العلماء.
روى عن أبي الدرداء مرسلًا، وعن فَضَالة بن عُبَيد وعائشة وأبي هُرَيرَة، ويروي عنه (ع) وابن المُنْكَدِر وَيزِيد بن الهاد والحَكَم بن عُتَيبة، قال عونُ بن عبد اللهِ: ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بتأويل القرآن من القُرَظي.
وقال في "التقريب": ثقة عالم، من الثالثة، مات سنة عشرين ومائة، وقيل قبل ذلك.
(قال) الحَسَنُ الحُلْوَانِيُّ. (قلتُ لعَفانَ) بنِ مسلم: (إنهم) أي: إن الناسَ (يقولون: هشامٌ) وابنُ زياد أبو المِقْدام البصري (سَمِعَه) أي: سَمعَ هذا الحديثَ (من محمد بنِ كَعْبٍ) القرظي مشافهةً بلا واسطةٍ، فكيف يقول في كتابك: حدثني يحيى بن فلان عن محمَّد بن كعب بإثبات الواسطة؟
(فقال) عَفَّانُ بن مسلم للحَسَنِ الحُلْواني في جواب سؤاله واستفهامه: (إنما ابْتُلِيَ) هشامٌ وأُصِيبَ بجَرْحِ الناس له وضُعِّفَ عندهم (مِنْ قِبَلِ هذا الحديثِ) أي: بسبب هذا الحديث، يعني حديثَ عمر بن عبد العزيز؛ لأن هشاما (كان) تارةً (يقولُ: حَدَّثني يحيى) بن سعيد (عن محمدِ) بنِ كعب.
(ثُمَّ ادعَى) أي: ثُمَّ بعدَ أنْ رَوَى عن يحيى عن محمدٍ .. ادعَى (بعدُ) أي: بعدَ أنْ رَوَى عن محمدٍ بواسطة يحيى، وكلمةُ (بعدُ) لا حاجةَ إليها؛ للاستغناء عنها بثُمَ؛ لأن مفادَهما واحد.
(أنه) أي: هشامًا (سَمِعَهُ) أي: سمع ذلك الحديثَ (من محمدِ) بنِ كعبٍ، فكلامُه متناقض يُوْجِبُ الاضطرابَ في روايته المُوجِبَ لضَعْفِه في الحديث.
وعبارةُ السنوسي هنا: (قولُه: "إنما ابْتُلِيَ هشامٌ" يعني: إنما ضَعفُوه من قِبَل هذا الحديث، كان يقول: حَدَّثني يحيى عن محمدٍ، ثم ادعى أنه سَمِعَهُ من محمَّد،