للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإن اللَّه أَمْكَنَنِي مِنْهُ فَذَعَتُّهُ، فَلَقَدْ هَمَمْتُ أَن أربِطَهُ إِلَى جَنْبِ سَارِيةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ. حَتى تُصْبِحُوا تَنْظُرُونَ إِلَيهِ اجْمعُونَ (أوْ كُلكُمْ) ثُم ذَكَرتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيمَانَ: {قَال رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: ٣٥]. فَرَدَّهُ اللهُ خَاسِئًا".

وَقَال ابْنُ مَنْصُورٍ: شُعْبَةُ عَنْ مُحَمدِ بنِ زِيادٍ.

١١٠٤ - (٠٠) (٠٠) حَدَّثنَا مُحَمّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حَدَّثنَا مُحَمَدٌ، (هُوَ ابْنُ

ــ

وإن الله) سبحانه وتعالى (أمكنني منه) أي من إمساكه (فذعَتُّه) بالذال المعجمة أي خنقته، قال ابن دريد: ذَعَتَهُ يَذْعِته من بابِ ضرب ذَعْتًا غَمَزَه غَمْزًا شديدًا والتاء لام الكلمة أدغمت في تاء المتكلم، وفي رواية (دَعَتُّهُ) بالدال المهملة ومعناه دَفَعْتُه دفعا شديدًا، وأنكره الخطابي وقال لأن أصلَه يكونُ دَعَتَهُ ولا يصح إدغامُ العين في التاءِ (فلقد هممت) وقصدت (أن أربطه) بكسر الموحدة من باب ضرب أي أن أوثقه (إلى جنب سارية من سواري المسجد) أي أسطوانة من أساطينه (حتى تصبحوا) أي تدخلوا في الصباح، حالة كونكم (تنظرون إليه أجمعون) بالرفع توكيد للضمير المرفوع والفعل تام لا يحتاج إلى خبر وهل كانت إرادته لربطه بعد تمام الصلاة أو فيها لأنه يسير احتمالان ذكرهما ابن الملقن فِيما نَقَلَه عنه في المصابيح (أو) قال (كلكم) بدل أجمعون بالشك من الراوي (ثم ذكرت) أي تذكرت (قول أخي سليمان) بن داود عليهما السلام أي دَعْوَته بقوله {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي} أي لا يحصل {لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: ٣٥]) من البشر مِثْلَهُ فتركَه صلى الله عليه وسلم مع القدرة عليه حرصًا على إجابة الله عزَّ وجلَّ دعوةَ سليمان (فرده) أي فرد (الله) سبحانه وتعالى ذلك العفريت عني حالة كونه (خاسئًا) أي مطرودًا ذليلًا حقيرًا، من خسأت الكلب إذا زجرته وطردته (وقال) إسحاق (بن منصور) في روايته (شعبة عن محمد بن زياد) بالعنعنة مع ذكر زياد، ولم يقل (حدثنا محمد) بصيغة السماع. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٢٩٨] والبخاري [٤٦١]. واستدل المؤلف بهذا الحديث على الجزء الأخير من الترجمة.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

١١٠٤ - (٠٠) (٠٠) (حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري (حدثنا محمد هو ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>