للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ. فَقَالتَا: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ. قَالتْ: فَكَذَّبْتُهُمَا. وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا. فَخَرَجَتَا. وَدَخَلَ عَليَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ عَجُوزَينِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ. فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ. فَقَال: "صَدَقَتَا. إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ" قَالت: فَمَا رَأَيتُهُ، بَعْدُ، فِي صَلاةٍ، إِلَّا

ــ

فقيه مخضرم، من (٢) (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم كوفيون وواحد مدني وواحد إما نسائي أو مروزي، وفيه رواية تابعي عن تابعي أبو وائل عن مسروق (قالت) عائشة (دخلت عليَّ) في حجرتي (عجوزان من عجز يهود المدينة) بضمتين جمع عجوز مثل رسل ورسول أي من عجائزهم (فقالتا) أي قالت العجوزان لي (إن أهل القبور يعذبون في قبورهم قالت) عائشة (فكذبتهما) أي كذبت العجوزين فيما زعمتا من تعذيب أهل القبور (ولم أنعم) بضم الهمزة وكسر العين أي ولم أرض (أن أصدقهما) أي لم تطب نفسي ولم ترض تصديقهما، ومنه قولهم في التصديق نعم، وقولهم أنعم الله عينك أي أقرها بما يسرها، قال الأبي: قد يقال عائشة رضي الله عنها سمعت قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق "أشعرت أنه أوحي إليّ أنكم تفتنون في القبور" فهي عالمة فكيف تكذبهما؟ وأجاب الشيخ ابن عرفة بأن الذي علمت عائشة من الحديث الأول إنما هو الفتنة والذي كذبت به التعذيب وهو غير الفتنة كما مر، وقال النواوي: بأن الحديثين قضيتان نزل الوحي بالتعذيب بينهما، ولم تكن عائشة علمت به حين نزوله فلهذا كذبتهما ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول العجوزين فقال: صدقتا، وأَعْلَمَ عائشة حينئذ بأن الوحي نزل به اهـ.

(فخرجتا) أي فخرجت اليهوديتان من عندي (ودخل عَليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له) صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا على فزعمتا) أي قالتا (أن أهل القبور يعذبون في قبورهم فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (صدقتا) فيما زعمتا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنهم) أي إن أهل القبور (يعذبون عذابًا) شديدًا (تسمعه البهائم) والوحوش والحيوانات غير الثقلين (قالت) عائشة (فما رأيته) صلى الله عليه وسلم (بعد) أي بعد ذلك اليوم (في صلاة إلَّا)

<<  <  ج: ص:  >  >>