صلاتهم مثل صلاتنا، وكذا يقال في (ويصومون كما نصوم) أي وصومهم مثل صومنا. زاد في حديث أبي الدرداء عند النسائي في اليوم والليلة "ويذكرون كما نذكر" وللبزار من حديث ابن عمر "وصدّقوا تصديقنا وآمنوا إيماننا"(ويتصدقون) من فضول أموالهم (ولا نتصدق ويعتقون) الرقاب (ولا نعتق فقال) لهم (رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أعلمكم) والفاء زائدة كما تدل عليه رواية البخاري "ألا أحدثكم بشيء" أي ألا أعلمكم (شيئًا) إن أخذتم به (تدركون به) أي بذلك الشيء (من سبقكم) من أهل الأموال في الدرجات العلا والنعيم المقيم (وتسبقون به من بعدكم) أي تسبقون به أمثالكم الذين لا يقولون هذه الأذكار فتكون البعدية بحسب الرتبة اهـ مبارق، ويحتمل أن يكون إدراكهم من سبَقَهُم، وسَبْقُهم من بعدهم يكون ببركة وجوده صلى الله عليه وسلم وكونهم من قرنه الذي هو خير القرون اهـ مرقاة، قال القسطلاني: والسبقية المذكورة رجح ابن دقيق العيد أن تكون معنوية، وجوّز غيره أن تكون حسية، قال الحافظ: والأول أولى اهـ (ولا يكون أحد) لا من أصحاب الأموال ولا من غيرهم (أفضل منكم إلَّا من صنع) من الأغنياء (مثل ما صنعتم) من الأذكار فلستم خيرًا منه.
(فإن قلت) ما معنى هذا الكلام لأن الاستثناء يقتضي ثبوت الأفضلية للمستثنى وهو مماثل للمستثنى منه لقوله صلى الله عليه وسلم "مثل ما صنعتم"(قلت) معناه لا يكون أحد من الأغنياء يزيد عليكم بصدقته في الثواب بل أنتم أفضل بهذه الأذكار إلَّا من يقول منهم هذه الأذكار فيزيد عليكم بصدقته اهـ ابن الملك.
(قالوا) أي قال فقراء المهاجرين (بلى يا رسول الله) عفمنا ذلك الشيءَ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (تسبحون) دبر كل صلاة مكتوبة ثلاثًا وثلاثين مرة (وتكبرون) دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة (وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة) قال ابن الملك: معناه يكون جميعها ثلاثًا وثلاثين مرة لكن الأظهر أن كل واحد من