(كما أنبأه) أي كما أنبأ عطاءً وأخبره (ابن عباس) وأراه كيفيته (فـ) أجابني عطاء إلى ما سألته و (بدد لي عطاء) - بالباء الموحدة والدال المكررة المشددة أولاهما -أي فرق عطاء لأجل بيان كيفية ذلك الوضع لي (بين أصابعه شيئًا) قليلًا (من تبديد) أي من تفريق (ثم وضع) عطاء (أطراف أصابعه على ترن الرأس) أي على جانب رأسه (ثم صبها) أي صب أصابعه وألصقها على رأسه، حالة كونه (يمرها) أي يمر أصابعه ويحركها ويجريها، حالة كونها (كذلك) أي مبددة مفرقة (على الرأس) متعلق بيمرها أي يمر على الرأس، حالة كونها كائنة كذلك أي مفرقة مبددة شيئًا من تبديد، وقوله (حتى) غاية لإمرارها أي يمرها على الرأس حتى نزلها من الرأس و (مست إبهامه طرف الأذن) حالة كون ذلك الطرف (مما يلي الوجه) وأقبله من الأذن، وقوله (ثم على الصدغ) معطوف على قوله الرأس؛ أي حالة كونه يمرها على الرأس، ثم يمرها على الصدغ (وناحية اللحية) أي وعلى جانب اللحية، والصدغ ما بين العذار والنزعة أي الموضع المنخفض فوق عظم العذار ودون النزعة، حالة كون عطاء (لا يقصِّر) بتشديد الصاد من التقصير أي لا يبطئ في إمرارها على الرأس بشيء من التقصير (ولا يبطش) بضم الياء وكسر الطاء من الإبطاش، وبفتح الياء وضم الطاء من البطش كلاهما بمعنىً واحد أي لا يبطش ولا يستعجل في إمرارها (بشيء) من البطش والاستعجال (إلا) أنه يمرها (كذلك) أي إمرارًا بين ذلك؛ أي إمرارًا وسطًا بين التقصير والبطش أي بين البطء والعجلة.
قال ابن جريج (قلت لعطاء: كم) ساعات (ذكر) وأخبر (لك) أنه (أخرها) أي أخر الصلاة (النبي صلى الله عليه وسلم) إليها (ليلتئذ) أي ليلة إذ أعتم بهم العشاء أي كم ساعات ذكر لك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر الصلاة إليها ليلة إذ أخر بهم الصلاة (قال) عطاء (لا أدري) أي لا أعلم إلى كم ساعات أخرها ولا سمعت (قال عطاء) ولكن (أحب الي) أي أكثر محبوبية عندي خبر مقدم لقوله (أن أصليها) أي العشاء (إمامًا