للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا عَبْدَ الْكَرِيمِ -يَعْنِي أَبَا أُمَيَّةَ- فَإنهُ ذَكَرَهُ فَقَال: رَحِمَهُ اللهُ، كَانَ غَيرَ ثِقَةٍ، لَقَدْ سَأَلنِي عَنْ حَدِيثٍ لِعِكْرِمَةَ ثُمَّ قَال: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ

ــ

(إلا عبدَ الكريمِ) بنَ أبي المُخارِق المعلمَ البصريَّ نزيل مكة، واسم أبيه قيس، وقيل: طارق.

وقال في "التقريب": ضعيف، وله ذِكْرٌ في مقدّمة مسلم.

قال المؤلِّف رحمه الله تعالى: (يعني) ويقصدُ مَعْمَر بعبد الكريم: عبدَ الكريمِ المَكْنِيَّ (أبا أمَيّةَ؛ فإنه) أي: فإن أيوبَ (ذَكَرَه) أي: ذَكَرَ عبدَ الكريمِ بنَقِيصَةٍ (فقال) أيوبُ في ذِكْره بنَقيصة: (رَحِمَهُ اللهُ) تعالى وأحْسَنَ إليه بالعَفْو عن كذبه (كان) عبدُ الكريمِ (غيرَ ثِقَةٍ) أي: غيرَ مأمونٍ في حديثه، واللهِ (لقد سألني) عبدُ الكريمِ (عن حديث لعكرمةَ) بنِ خالدٍ المخزوميِّ المكي فحَدَّثْتُهُ، (ثم) سمعتُه بعد ذلك (قال) أي: عبد الكريم للناس (سمعتُ عكرمةَ) يُحَدِّثُ كذا وكذا بلا واسطة، فنَفْيُ الواسطةِ بينه وبين عكرمة فيما سَمِعَهُ عن أيوب عن عكرمة يَدُلُّ على كذبه.

وقال السنوسيُّ: (قد يُقال: في التجريح بمِثْلِ هذا نظرٌ؛ لاحتمال أنه سمعه من عكرمة ثم نَسِيَه فسأل عنه، ثم ذَكَرَه بعدُ، والجوابُ: أنه عَرَف كَذِبَهُ بقرائنَ مُنْضَمَّةٍ إلى ذلك) (١).

وقال النوويُّ: (وهذا القَطْعُ بكذبهِ وكوبه غيرَ ثقةٍ بمثل هذه القضية قد يُستشكل من حيث إنه يجوزُ أن يكون سَمِعَه من عكرمة ثم نَسيَه، فسأل عنه ثم ذكره فرواه عنه، ولكنْ عَرَف كَذِبَه بقرائن.

وممَّن نَصَّ على ضَعْفِ عبد الكريم هذا: سفيانُ بن عُيَينَة وعبدُ الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأحمدُ بن حنبل وابنُ عدي، وكان عبدُ الكريم هذا من فضلاء فقهاء البصرة والله أعلم) اهـ (٢)

ورجالُ هذا السَّنَدِ منهم نيسابوريٌّ وصَنْعَانِيٌّ وبصري كما عرفتَ.


(١) "مكمل إكمال الإكمال" (١١/ ٣١).
(٢) "شرح صحيح مسلم" (١/ ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>