للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كان في زمن ابن الزُّبير سنة سبع وستين (١)، وكذا قال أبو الحسن عليُّ بن محمَّد بن أبي سَيفِ المدائنيُّ في كتاب "التَّعازي": إن طاعون الجارف كان في زمن ابن الزُّبير سنة سبع وستين في شوال، وكذا ذكر الكَلابَاذِيُّ في كتابه في "رجال البُخَارِيّ" معنى هذا؛ فإنَّه قال: وُلدَ أَيُّوب السختياني سنة ستٍّ وستين، وفي قول: إنه ولد قبل الجارف بسنة.

وقال القاضي عِياض (٢) في هذا الموضوع: كان طاعون الجارف سنة تسع عشرة ومائة.

وذكر الحافظُ عبدُ الغنيِّ المَقْدِسِيُّ في ترجمة "عبد الله بن مُطَرِّف" (٣) عن يحيى القطَّان قال: مات مُطَرِّف بعد طاعون الجارف، وكان الجارفُ سنةَ سبعٍ وثمانين.

وذكر في ترجمة "يونس بن عُبيد": أنَّه رأى أنس بن مالك، وأنه وُلدَ بعد الجارف، ومات سنة سبع وثلاثين ومائة (٤).

فهذه أقوال متعارضة، فيجوزُ أن يُجمع بينها بأن كل طاعون من هذه الطواعين يُسمَّى جارفًا؛ لأنَّ معنى الجَرْفِ موجودٌ في جميعها.

وكانت الطواعين كثيرة، ذكر ابنُ قتيبة في "المعارف" (ص ٦٠١) عن الأصمعيّ: أن أول طاعون كان في الإِسلام طاعون عَمواس بالشَّام في زمن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيه تُوفِّي أبو عُبَيدة بن الجَرَّاح ومعاذ بن جبل وامرأتاه وابنُه.

ثم الجارِف في زمن ابن الزُّبير.

ثم طاعون الفَتيات؛ لأنه بدأ في العذارى والجواري بالبصرة وبواسط وبالشام والكوفة، وكان الحَجَّاج يومئذ بواسطٍ في ولاية عبد الملك بن مروان، وكان يُقال


(١) في المطبوع: (سنة تسع وستين).
(٢) "إكمال المعلم" (١/ ١٤٦).
(٣) انظر "تهذيب الكمال" (١٦/ ١٥٠).
(٤) في "تهذيب الكمال" (٣٢/ ٥٣٣): (وقال حَمَّاد بن زيد: وُلدَ قبل الجارف، وقال فهد بن حَيّان: مات سنة تسع وثلاثين ومائة، وقال محمَّد بن سَعْد: مات سنة أربعين ومائة).

<<  <  ج: ص:  >  >>