المدني. وهذا السند من سداسياته رجاله خمسة منهم مدنيون وواحد إما بغدادي أو بلخي أو مروزي، غرضه بسوقه بيان متابعة الحارث بن خفاف لحنظلة بن علي في رواية هذا الحديث عن خفاف، وكرر المتن لما بين الروايتين من المخالفة (ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ رفع رأسه) من الركوع (فقال غفار) -بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء- أبو قبيلة من كنانة (غفر الله لها وأسلم) - بالهمزة واللام المفتوحتين - أبو قبيلة من خزاعة (سالمها الله) تعالى، من المسالمة؛ وهي ترك الحرب، أو بمعنى سلمها الله تعالى، وهل هو إنشاء دعاء أو خبر؟ رأيان، وعلى كل وجه ففيه جناس الاشتقاق، وإنما خص هاتين القبيلتين بالدعاء لأنَّ غفارًا أسلموا قديمًا، وأسلم سلموه - صلى الله عليه وسلم - (وعصية عصت الله ورسوله، اللهم العن بني لحيان والعن رعلًا وذكوان، ثمَّ) بعد هذا الدعاء (وقع) أي خر وسقط (ساجدًا، قال خفاف فجعلت) أي أخذت (لعنة الكفرة) وعودت (من أجل ذلك) اللعن الذي قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - في أولئك القبائل، أي جعل الناس يتعاطونها في حقهم وصاروا يلعنونهم.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث خفاف بن إيماء - رضي الله عنه - فقال:
١٤٥٠ - (. . .)(. . .)(حدثنا يحيى بن أيوب) المقابري البغدادي (حدثنا إسماعيل) بن جعفر المدني (قال) إسماعيل (وأخبرنيه) بالواو العاطفة على محذوف تقديره: قال إسماعيل: أخبرني هذا الحديث محمَّد بن عمرو، وأخبرنيه أيضًا (عبد الرحمن بن حرملة) بن عمرو الأسلمي أبو حرملة المدني، روى عن حنظلة بن علي بن الأسقع في الصلاة، وابن المسيب، ويروي عنه (م عم) وإسماعيل بن جعفر ومالك والقطان ولينه، قال ابن معين: صالح، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال النسائي؛ ليس به بأس، وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، وقال الساجي: